Page 90 - مجلة الدراسات القضائية
P. 90

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫الع�صر‪ ،‬لا ي�وج�د فيها ن�ص ق�اط�ع‪ ،‬ألن‬                                                     ‫ب�سم الله الرحمن الرحيم‬
                                   ‫ال�ن���ص�و��ص م�ت�ن�اه�ي�ة‪ ،‬والح����وادث غير‬
                                   ‫متناهية ولا وحي بعد ر�سول الله ‪ ،‬ولا‬                                                 ‫الح��م��د لله رب ال��ع��الم�ي�ن‪ ،‬وال���صل�اة‬
                                   ‫قول بعد قوله؛ قابل النا�س نقل وزراع�ة‬                                                 ‫وال���س�لام ع�ل�ى �أ��ش�رف الم�ر��س�ل�ني‪� ،‬سيدنا‬
                                   ‫ا ألع���ض�اء بم�واق�ف مخ�ت�ل�ف�ة‪ ،‬ف�الم�ري���ض‬
                                   ‫وذووه ينظرون لها على أ�نها فتح مبين في‬                                                   ‫محمد وعلى آ�له و�صحبه و�سلم آ�مين‪،‬‬
                                   ‫الم�ج�الات الطبية ينقذ �آلاف المر�ضى من‬
                                   ‫الموت أ�و العجز �إلى �أن يق�ضي الله �أمراً كان‬                                        ‫وبعــد‬
                                   ‫مفعول ًا‪ ،‬وينظر لها أ�نا�س من هذه الزاوية‬
                                   ‫�أي�ضاً؛ لكن لي�س بغر�ض �إن�ق�اذ المر�ضى؛‬                                             ‫ج��ع��ل ا إل����س�ل�ام ح��ف��ظ ال�ن�ف���س م�ن‬
                                   ‫ولكن بغر�ض المتاجرة ب��آلام المر�ضى‪ ،‬بل‬                                               ‫ال�ضروريات الخم�س؛ وهي الدين والنف�س‬
                                   ‫والم�ت�اج�رة بالب�شر م�ن ع�صابات منظمة‬                                                ‫والعقل والعر�ض والم�ال‪ ،‬فجعل من قبيل‬
                                   ‫قامت بذلك لبيع هذه ا ألع�ضاء للقادرين‬                                                 ‫الح�ف�اظ ع�ل�ى ال�ن�ف���س ح�رم�ة الاع�ت�داء‬
                                   ‫على دف�ع الثمن‪ ،‬و�أي���ض�اً بع�ض الك�سالى‬                                             ‫عليها‪ ،‬وجعل لذلك العقوبة الرادعة لكل‬
                                   ‫ال�ذي�ن لا ي�ري�دون ع�م�ل ًا ف�ت�اج�روا بهبة‬                                          ‫من ت�سول له نف�سه الاعتداء على الإن�سان‬
                                   ‫الله عز وج�ل لهم بالبيع حتى يجدوا ما‬                                                  ‫ب�إزهاق روح�ه �أو الاعتداء على ع�ضو من‬

                                                            ‫ي أ�كلون‪.‬‬                                                                            ‫أ�ع�ضائه‪.‬‬

                                   ‫وم�ن نظرة �أخ�رى من الذين ينظرون‬                                                      ‫ومن قبيل المحافظة على النف�س جعل‬
                                   ‫لج�سد موتاهم على �أن له حرمة لا تم�س‪،‬‬                                                 ‫الله طلب الطب لمن أ�لمت به نازلة في ج�سمه‬
                                   ‫وينبغي �صيانة هذه النف�س حية أ�و ميتة‬                                                 ‫ب�ط�ل�ب ال�عل�اج وال�ت�ط�ب�ي�ب‪ ،‬وم��ع ت�ط�ور‬
                                   ‫ب�ع�دم الاع�ت�داء عليها والان�ت�ق�ا��ص منها‪،‬‬                                          ‫الح�ي�اة في �شتى مناحيها ت�ط�ور الإن�سان‬
                                   ‫فلقد ق�ال الله تعالى } َو َل� َق� ْد َك� َّر ْم� َن�ا َب ِني‬                          ‫معها ‪ ،‬وم�ن جملة الأ��ش�ي�اء ال�ت�ي طالها‬
                                   ‫آ� َد َم َو َح َم ْل َنا ُه ْم فيِ ا ْل رَ ِّب َوا ْل َب ْح ِر َو َر َز ْق َنا ُه ْم‬  ‫ال�ت�ط�ور ال�ع�ل�وم ال�ط�ب�ي�ة‪ ،‬وال�و��ص�ول �إلى‬
                                   ‫ِم َن ال َّط ِّي َبا ِت َو َف َّ�ض ْل َنا ُه ْم َعلَى َك ِثي ٍر ِم َّم ْن‬             ‫�أ�ساليب في العلاج كانت خافية عن الب�شر‬
                                   ‫َخ�لَ� ْق� َن�ا َت� ْف��ِ�ض�يًل� اًا{((( ‪ ،‬وم�ق�ت���ض�ى ه�ذا‬                          ‫قبل ذلك‪ ،‬حتى تو�صل �إلى إ�مكانية إ�حلال‬
                                   ‫التكريم أ�ن يحفظ في مماته فلا يم�س كما‬                                                ‫�أع�ضاء �أخرى محل الأع�ضاء التالفة‪ ،‬لكي‬
                                                                                                                         ‫يبقي على حياته‪� ،‬أو ينعم ب�صحته فيما‬
                                                      ‫‪� -1‬سورة الإ�سراء‪ :‬ا آلية ‪70‬‬                                       ‫بقي له من حياته التي قدرها الله تعالى‬

                                                                                                                                                     ‫له‪.‬‬

                                                                                                                         ‫ون�ظ�راً لأن ه��ذه الم���س�ائ�ل ول�ي�دة ه�ذا‬

‫‪89‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬رم�ضان عبدالله ال�صاوي‬
   85   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95