Page 100 - مجلة الدراسات القضائية
P. 100

‫على خطر غ�ري م� ؤ�ك�د ال�وق�وع‪ ،‬لا نعرف‬                             ‫المبحث ا ألول‬                            ‫معهد التدريب الق�ضائي‬
‫م�ا �إذا ك�ان �سيقع م�ستقبلا أ�م لا‪ ،‬ف�ان‬                 ‫�أهمية الت�صور الحديث لالتزام الم�ؤمن‪:‬‬
‫ال�ت�زام الم��ؤم�ن هو ال�ت�زام �شرطي‪ ،‬يتوقف‬
‫ت�ن�ف�ي�ذه ع�ل�ى واق��ع��ة م���س�ت�ق�ب�ل�ة وغي�ر‬            ‫علاج الق�صور في الت�صور التقليدي‬
‫محققة الوقوع؛ فالم ؤ�من لا يجب أ�ن ي�ؤدي‬
‫التقدمة المتفق عليها �إلا في حالة تحقق‬                    ‫‪ -6‬نهدف من طرح ت�صور جديد لالتزام‬
                                                          ‫الم��ؤم�ن في ع�ق�د ال�ت� أ�م�ني عل�اج الق�صور‬
              ‫الخطر الم�ؤمن منه(((‪.‬‬                       ‫الم��وج��ود في الم�ف�ه�وم ال�ت�ق�ل�ي�دي لال�ت�زام‬
                                                          ‫الم ؤ�من‪ ،‬وهنا �سنعر�ض للمفهوم التقليدي‬
‫ول�ق�د ب �ل �ورت الأ���س��ت��اذة ‪Véronique‬‬                ‫لالتزام الم�ؤمن ونتائجه (المطلب الأول)‪،‬‬
‫‪ NICOLAS‬ح�دي�ث�ا ه��ذا الاتج���اه‪ ،‬حيث‬                    ‫الأمر الذي �سيبين بجلاء �ضرورة تقديم‬
‫تقرر أ�ن التقدمة الم�شروطة ‪prestation‬‬                     ‫ط�رح أ�و اج�ت�ه�اد ج�دي�د لال�ت�زام الم� ؤ�م�ن‬
‫‪ conditionnelle‬تمثل الال�ت�زام الوحيد‬
‫ل�ل�م��ؤم�ن(((‪ .‬وق�د ظهر ذل�ك في تعريفها‬                    ‫يتفادي هذا الق�صور (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫لعقدالت�أمينب أ�نه"العقدالاحتماليالذي‬
‫بمقت�ضاه تكون تقدمة أ�حد أ�طرافه والذي‬                               ‫المطلب ا ألول‬
‫يتمتع ب�صفة الم� ؤ�م�ن م�شروطة بتحقق‪،‬‬                     ‫المفهوم التقليدي لالتزام الم�ؤمن ونتائجه‬
‫يعتمد على ال�صدفة‪ ،‬للحادث المن�صو�ص‬
‫عليه في العقد بوا�سطة ا ألط�راف‪ ،‬الذين‬                    ‫‪ -7‬ي�ق�رر ال�ف�ق�ه ال�ت�ق�ل�ي�دي أ�ن الم� ؤ�م�ن‬
‫ي�ت�ع�اق�دون م�ن �أج��ل تج�ن�ي�ب الم� ؤ�م�ن له‬            ‫لا يلتزم في عقد ال�ت� أ�م�ني إ�لا ب�� أ�داء مبلغ‬
‫ا آلث�ار ال�ضارة‪ ،‬المن�صو�ص عليها أ�ي�ضا في‬               ‫ال�ت��أم�ني أ�و أ�ي�ة تقدمة متفق عليها بين‬
‫العقد‪ ،‬الناتجة عن تحقق هذا الحادث"(((‪.‬‬                    ‫ا ألط�راف‪ ،‬و�أن هذا الالتزام‪ ،‬وفقا لاتجاه‬
                                                          ‫في ه�ذا الفقه‪ ،‬هو ال�ت�زام �شرطي يتوقف‬
‫‪1- M . PICARD et A. BESSON, Les assurances‬‬               ‫وج�وده على تحقق حادثة معينة‪ ،‬تتمثل‬
  ‫‪terrestres, T. 1, Le contrat d’assurance, LGDJ,‬‬         ‫في وق�وع الخطر الم��ؤم�ن منه‪ .‬ف� إ�ذا تحقق‬
  ‫‪1982, n°42, p.66.‬‬                                       ‫الخ�ط�ر الم�� ؤ�م��ن ��ض�ده خ�ل�ال م��دة ق�ي�ام‬
                                                          ‫العقد أ��صبح التزام الم ؤ�من واجب التنفيذ‪،‬‬
‫‪2- V . NICOLAS, Essai d’une nouvelle analyse du‬‬          ‫�أما �إذا لم يقع الخطر خلال المدة المذكورة‬
  ‫‪contrat d’assurance, op. cit., n°167 et s., p.78 et s.‬‬
                                                                     ‫فان الم�ؤمن لا يلتزم ب�شيء‪.‬‬
‫‪3- " Le contrat d'assurance est le contrat aléatoire‬‬
  ‫‪par lequel la prestation de l'une des parties‬‬           ‫ف�ط�ب�ق�ا ل�ل��أ���س��ت��اذي��ن ‪PICARD et‬‬
  ‫‪ayant la qualité d'assureur, est conditionnée‬‬           ‫‪� ،BESSON‬إذا ك�ان عقد ال�ت��أم�ني ين�صب‬
  ‫‪par la réalisation, dépendant du hasard, de‬‬
  ‫‪l'événement prévu au contrat par les parties,‬‬
  ‫‪et par lesquelles celles-ci contractent en‬‬
  ‫‪vue de prémunir l'assuré contre les effets‬‬
  ‫‪dommageables, eux aussi prévus au contrat,‬‬
  ‫‪de la réalisation de cet événement".‬‬

                                                                                     ‫‪108‬‬

‫ت�صور حديث لالتزام الم�ؤمن في عقد الت أ�مين مع درا�سة تطبيقية على الت�أمين ا إلجباري من الم�س�ؤلية المدنية عن حوادث ال�سيارات‬
   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105