Page 5 - مجلة الدراسات القضائية
P. 5

‫‪-‬م�ق�دم�ه في ال�ت�ع�ري�ف بم�و��ض�وع‬                ‫الجاني �أو المجتمع و�سبل تحقيق التوازن‬                   ‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬
                    ‫الدرا�سة‪:‬‬                       ‫فيما بين الم�صالح المتعار�ضة‪ ،‬كما أ�و�ضحنا‬
                                                    ‫ع��وام��ل مل�ائ�م�ة الج����زاء ب�الم���ص�الح�ة‬
‫تقوم هذه الدرا�سة في مجملها حول‬                     ‫والتنازل وحفظ لدعوى كبديل للدعوى‬
‫اح�ت�م�الات و�آف���اق ال�ت�ح�ول ن�ح�و أ�نم��اط‬      ‫الجزائية والعنا�صر التي تقوم على �أ�سباب‬
‫جديدة في الو�صف الجرمي للفعل و‪ /‬أ�و‬                 ‫خا�صة بالفعل‪� ،‬أو تلك العنا�صر التي تقوم‬
‫إ�بدال العقوبة المحددة قانوناً ليحل محلها‬           ‫على اعتبارات الملائمة والاكتفاء بالجزاء‬
‫غ�يره�ا ك�ال�غ�رام�ة والم���ص�الح�ة والح�ج�ز‬        ‫الإداري‪� ،‬أو ما يقوم على �أ�سباب قانونيه‬
‫و إ�غ�ل�اق الم�ح�ل‪ ،‬بم�ا يقت�ضي البحث عن‬            ‫ت�خ���ص م�رت�ك�ب ال�ف�ع�ل ك�وف�ات�ه‪ ،‬وت�ق�ادم‬
‫أ��سباب ال�سلوك الجرمي لغايات ت�صنيف‬                ‫ال��دع��وى‪ ،‬و���ص��دور ق�ان�ون ال�ع�ف�و ال�ع�ام‬
‫طوائف المجرمين تبعاً للأ�سباب والدوافع‬              ‫�أو توفر أ��سباب ا إلب�اح�ة وم�وان�ع العقاب‬
‫ال�ت�ي ي�ك���ش�ف ع�ن�ه�ا ال�ف�ح���ص ال�ط�ب�ي أ�و‬    ‫وم��وان��ع الم���س� ؤ�ول�ي�ة وك�ذل�ك م�ا يخ�ص‬
‫النف�سي �أو الاج�ت�م�اع�ي لكل م�ن يرتكب‬
‫ف�ع�ا ًل ي�صفه ال�ق�ان�ون ب�الج�رم‪ ،‬ليتم بعد‬                 ‫بالأ�سباب المخففة التقديرية‪.‬‬
‫ذل�ك تقرير المعاملة العقابية ح�سب كل‬                ‫كما ا�شتملت الدرا�سة على بيان موقف‬
‫طائفة من ه�ذه الطوائف‪ ،‬بعد �أن كانت‬                 ‫الم�شرع عند الكثير من ال�دول وما يقرره‬
‫ال�سيا�سة الج�ن�ائ�ي�ة أ�ل�ق�ائ�م�ه ع�ل�ى فكرة‬      ‫م�ن ال�ت�وج�ه ن�ح�و ت�خ�ف�ي�ف ال�ع�ق�وب�ة في‬
‫ال�ت�ج�ريم وال�ع�ق�اب تنتهي إ�لى النتيجة‬            ‫ال�ضمانات للم�شتبه به والمحال للمحاكمة‪،‬‬
‫ال�ت�ي ر�سمتها ل�ه�ا ت�ل�ك ال���س�ي�ا��س�ة‪ ،‬وه�ي‬    ‫وبينا آ�ثار ال�سيا�سة الاقت�صادية في التوجه‬
‫تح�ق�ي�ق ال��ردع ال�ع�ام وال��ردع الخ�ا��ص في‬       ‫نحو �أنماط جديدة في التجريم والعقاب‬
‫محاوله للحد من ظاهرة الجريمة التي‬                   ‫وما ظهر من هذه الآثار في بع�ض القوانين‬
‫قامت في المجتمعات القديمة على الاعتداء‬
                                                                           ‫الجزائية‪.‬‬
  ‫الذي يت�ضرر منه الأفراد والجماعات‪.‬‬                ‫و�أنهينا درا�ستنا بخاتمه أ�جملنا فيها‬
‫وك�ان�ت ا أله���داف ال�ت�ي ت���س�ع�ى �إلى‬           ‫م�ا ت�و��ص�ل�ن�ا �إل�ي�ه م�ن ن�ت�ائ�ج وم�ا ر�أي�ن�اه‬
‫تحقيقها المجتمعات في ذل�ك ال�وق�ت هي‬                ‫��ض�روري�اً �أو��ص�ي�ن�ا الم���ش�رع أ�ن ي��أخ�ذ ب�ه �أو‬
‫ا�ستتباب الأم�ن والنظام في الح�دود التي‬             ‫ي�ك�ون مح��وراً في درا��س�ات ق�ان�ون�ي�ه ل�دى‬
‫تر�سمها ل�ه�ا‪� ،‬إلا أ�ن��ه م�ع ات���س�اع ال�ر�ؤي�ة‬
                                                                       ‫الفقه م�ستقبل‬

                                                                                     ‫‪14‬‬

                                                    ‫نحو �أنماط جديدة في بدائل الدعوى الجزائية‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10