Page 108 - مجلة الدراسات القضائية
P. 108

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫الم�ن�اق���ص�ات ال�ع�ام�ة ق�د ��س�ار ع�ل�ى خطى‬        ‫وال�شكليات التي تتبع عادة في �إبرام العقود‬
                                   ‫الم���ش�رع الم��دني بق�صد ت�و��س�ي�ع ا��س�ت�خ�دام‬     ‫ا إلداري���ة التقليدية‪ ،‬و�أن ت�راع�ي القيود‬
                                   ‫الحا�سب الإلكتروني‪ ،‬والعمل على تهيئة‬                  ‫التي ي�ضعها القانون على حرية ا إلدارة‬
                                   ‫ب�ي�ئ�ة ت�ق�ن�ي�ة وق�ان�ون�ي�ة لان�ع�ق�اد ال�ع�ق�د‬    ‫في التعاقد‪ ،‬وعلى وج�ه الخ�صو�ص فيما‬
                                   ‫الإداري ا إلل�ك�تروني ‪ ،‬كما فعل في قانون‬              ‫يتعلق باختيارها للمتعاقد معها‪ ،‬ذلك‬
                                   ‫الم�ع�ام�لات وال�ت�ج�ارة الإل�ك�ترون�ي�ة الأم�ر‬       ‫ي�ستلزم من ا إلدارة المعنية بالتعاقد إ�عداد‬
                                   ‫ال��ذي ��س�ي�ع�زز ال�ث�ق�ة في ��س�لام�ة و�صحة‬         ‫ج�ي�د ل�ل�و��س�ائ�ل التقنية ا إلل�ك�ترون�ي�ة في‬
                                   ‫الإج���راءات في أ���س�ال�ي�ب التعاقد ا إلداري‬         ‫مج��ال الم�ن�اق���ص�ات‪ ،‬يم�ك�ن ل�ه�ا �ضبطها‬
                                   ‫و�شروطه‪ ،‬بحيث لا تفقد حجيتها و�أثرها‬                  ‫ب�ال���ش�ك�ل ال���س�ل�ي�م‪ ،‬ال��ذي ي�ع�زز ال�ث�ق�ة في‬
                                   ‫ال�ق�ان�وني وقابليتها للتنفيذ لم�ج�رد أ�نها‬           ‫��س�لام�ة و��ص�ح�ة الم�را���س�ل�ات بم�ا يحقق‬
                                   ‫جاءت في �شكل �إلكتروني‪ ،‬ذلك على الإدارة‬               ‫الا�ستفادة من الو�سائل التقنية الحديثة‬
                                   ‫الإلكترونية أ�ن تبد أ� العمل بنقل كل ما‬               ‫في التنظيم القانوني للمناق�صات تطويعا‬
                                   ‫يتعلق ب�ا إلج�راءات الورقية "التقليدية"‬               ‫�سليما لي�س من �ش�أنه الق�ضاء �أو الم�سا�س‬
                                   ‫للمناق�صة ال�ع�ام�ة �إلى رح��اب التنفيذ‬               ‫ب��الآث��ار ال�ق�ان�ون�ي�ة ل�ل�ع�ق�ود والم�ن�اق���ص�ات‬
                                   ‫ا إللكتروني ‪ ،‬فيكون للو�سائل الإلكترونية‬
                                   ‫دوره����ا في ���ض��م�ان ف�اع�ل�ي�ة ت�ن�ف�ي�ذ ت�ل�ك‬                         ‫ا إللكترونية‪.‬‬
                                   ‫الإجراءات و�أحكامها بذات الم�ستوى الباهر‬
                                   ‫الذي لم�سناه ‪ ،‬وي�صل إ�لى ذات المدى الذي‬              ‫ل�ذا ن�دع�و الم���ش�رع الاتح��ادي في دول�ة‬
                                                                                         ‫ا إلم����ارات إ�لى إ����ص��دار ت�ن�ظ�ي�م ق�ان�وني‬
                                      ‫و�صل �إليه نطاق ا إلدارة الإلكترونية‪.‬‬              ‫وت���ش�ري�ع�ي خ�ا���ص ب��دل ًا م�ن ن�ظ�ام عقود‬
                                                                                         ‫الإدارة الحالي رقم ‪ 21‬ل�سنة ‪ ،2001‬يحتوي‬
                                   ‫ثاني ًا‪ :‬لقد تم ‪ -‬كما لاحظنا ‪ -‬ملء‬                    ‫على ق�واع�د قانونية حديثة في التعاقد‬
                                   ‫ا���س��ت�م�ارة ال�ع�ط�اء ب�و��س�ي�ل�ة �إل�ك�ترون�ي�ة‬  ‫ا إلداري ا إلل���ك��ت��روني‪ ،‬وذل���ك ب�ت�ط�وي�ع‬
                                   ‫‪-‬ال�ن�م�وذج ا إلل��ك��ت�روني الم��وح��د‪ -‬ووف�ق‬        ‫ا إلجراءات وال�شكليات التقليدية‪ ،‬والعقود‬
                                   ‫إ�ج�����راءات م����ش�ترك�ة م�ت�ف�ق ع�ل�ي�ه�ا ب�ين‬     ‫التي تتبع في المناق�صات تطويعاً بما يحقق‬
                                   ‫ج�ه�ة ال�ع�ط�اء وم�ق�دم ال�ع�ط�اء‪ ،‬وخ�ضعت‬             ‫الا�ستفادة من الو�سائل الحديثة في مجال‬
                                   ‫ه�ذه ا إلج��راءات إلرادة ورغبة الطرفين‪،‬‬               ‫ال�ت�ن�ظ�ي�م ال�ق�ان�وني ل�ل�م�ن�اق���ص�ات ال�ع�ام‪،‬‬
                                   ‫و�أي�����ض��اً ألح��ك��ام وق��واع��د ن��ظ��ام ع�ق�ود‬  ‫وبذلك يكون الم�شرع الإم�ارات�ي في مجال‬

‫‪117‬‬

         ‫ا أل�ستاذ الدكتور‪ /‬أ�عاد علي الحمود القي�سي‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113