Page 17 - مجلة الدراسات القضائية
P. 17

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫ولكن المعار�ضون لهذه ا آلراء ي�رون �أن‬                   ‫مثل ًا ب�أ�سعار تفوق أ��سعارها الطبيعية �أو‬
                                   ‫الف�شل ي�أتي ب�سبب أ�ن الدولة غير حرة‪،‬‬                   ‫الحقيقية‪ .‬ونعني بال�سعر الحقيقي هو‪:‬‬
                                   ‫بمعنى أ�ن الدول لم تترك الحرية الكافية‬                   ‫مجموع القيم الحالية للعائد الم�ستقبلي‬
                                   ‫ل�ل���س�وق ل�ل�ع�م�ل وف��ق الم�ف�ه�وم ال�ل�ي�ربالي‬       ‫المتوقع ل أل�صل‪( ،‬كعوائد ال�سهم أ�و ال�سند‬
                                   ‫وب�ال�ت�الي ف� إ�ن�ه�ا لا تك�سب ��س�وى الف�شل‬
                                   ‫وخيبة ا ألم�ل ج�راء ع�دم ت�رك الاقت�صاد‬                             ‫أ�و العقار في الم�ستقبل)‪)4(.‬‬
                                   ‫يعمل ب�ح�ري�ة‪� .‬إذ ي�ع�ت�ق�دون ب� أ�ن ال�سبب‬
                                   ‫الأ�سا�سي ل ألزمة هو ال�سيا�سات النقدية‬                  ‫ويم�ك�ن ت�ع�ري�ف الأزم��ة الم�ال�ي�ة �أي���ض�اً‪:‬‬
                                   ‫التي تبعتها الدولة‪ ،‬و�إلى انخفا�ض �سعر‬                   ‫على أ�نها تلك التذبذبات التي ت ؤ�ثر كليا‬
                                   ‫الفائدة لي�صل ‪ %1‬في العام ‪ 2003‬وال�ذي‬                    ‫أ�و جزئيا على مجمل الم�ت�غ�ريات المالية‪،‬‬
                                                                                            ‫حجم ا إل�صدار‪ ،‬أ��سعـار الأ�سهـم و ال�سندات‪،‬‬
                                      ‫�شجع بدورة ا إلقرا�ض ب�شكل كبير‪)7(.‬‬                   ‫وك�ذل�ـ�ك اع�ت�م�ادات ال��ودائ��ع الم���ص�رف�ي�ة‪،‬‬
                                                                                            ‫ومعدل ال�ـصرف‪ .‬هـذا الاختلاف في تقديـر‬
                                   ‫البع�ض ي�شير إ�لى �أن ا ألزمة الاقت�صادية‬                ‫الظـواهر الخا�صة بالارتفاع و الانخفا�ض‬
                                   ‫والمالية العامة تجد جذورها في ال�ضعف‬
                                   ‫ال��ع��ام ل�ل�ن�ظ�ام ال��ر أ����س��م��الي (�أنج��ل��و ‪-‬‬       ‫ي�ستلزم فترة طويلة لتف�سيرها‪)5(.‬‬
                                   ‫�سك�سون) وال��ذي يتمحور في‪ :‬الاع�ت�ق�اد‬
                                   ‫ال�ق�وي ب�ح�ري�ة ال���س�وق‪ ،‬ال���س�وق الح��رة‪،‬‬           ‫وه�ن�اك الكثير م�ن الآراء الاقت�صادية‬
                                                                                            ‫والقانونية والتي تتناول الأزم�ة الحالية‬
                                          ‫حرية الم�شروع‪ ،‬وحرية التجارة‪.‬‬                     ‫م�ن ج�وان�ب مخ�ت�ل�ف�ة و��س�ن���ش�ري في ه�ذا‬

                                   ‫وهناك من يعتقد ب أ�ن ا ألزمة المالية ما‬                                        ‫المجال إ�لى‪:‬‬
                                   ‫هي إ�لا أ�زم�ة مفتعلة لها أ�غ�را��ض و أ�بعاد‬
                                   ‫مختلفة خلقتها ال�دول المتقدمة �صناعياً‬                   ‫ال�درا��س�ات والآراء ال�ت�ي تن�صب على‬
                                                                                            ‫ماهية الأزمة‪ :‬وتناق�ش تفاقم الاختلافات‬
                                                    ‫لأهداف مختلفة‪.‬‬                          ‫بين الم ؤ�يدين لتدخل الدولة (الذين يرون‬
                                                                                            ‫ب��أن الليبرالية ه�ي عملية إ�ل�غ�اء لجميع‬
                                   ‫�إلا �أن بع�ض التحليلات ت�ؤكد على‪� :‬أن‬                   ‫ال�ق�واع�د)‪ .‬وم�ع�ار��ض�ي�ه�ا (ال�ذي�ن ي�رون‬
                                   ‫الأزمة المالية ما هي �إلا عمليات اقت�صادية‬               ‫ب أ�ن تدخل الدولة في ال�سوق هو الفو�ضى‬
                                   ‫مح�سوبة ب�شكل وا��س�ع وتنفذ ع�ن طريق‬                     ‫الكلا�سيكية المعروفة‪ ،‬وم�ا الأزم�ة المالية‬
                                   ‫ال�ب�ن�وك ال�ق�وي�ة وال��ق��ادرة ع�ل�ى ت�ه�دي�د‬          ‫الحالية �سوى عذر للعودة بالاقت�صاد إ�لى‬
                                   ‫الدولة بالإفلا�س التام من أ�جل الو�صول‬
                                                                                                               ‫يد الدولة)‪)6(.‬‬

‫الدكتور أ�حمد ال ُجبير ‪17‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22