Page 184 - مجلة الدراسات القضائية
P. 184
م�ن الآث��ار الخ�ط�رية ال�ت�ي تخلفها ه�ذه مخل�ص كتاب معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية
الح��روب ،و�إ��ص�ب�اغ ال�صفة ال�دول�ي�ة على جرائ��م الحرب في �ضوء �أح��كام القانون
بع�ض الج�رائ�م كونها ذات ج�سامة تم�س الدولي ا إلن�س��اني «درا�سة تطبيقية على
ب�الم���ص�ال�ح ال��دول��ي��ة الم�ه�م�ة �أو ب�ال�ق�ي�م
ا إلن�سانية والح�ضارية التي وجد أ�ع�ضاء النظام القانوني ا إلماراتي»
الم�ج�ت�م�ع ال���دولي ���ض��رورة ال��وق��وف في
مواجهتها بما لا ي�سمح لمن يرتكبها أ�و من مقدمة:
يقف وراء ارتكابها بالإفلات من العقاب.
الح��رب واق��ع لازم ا إلن���س�ان م�ن�ذ ب�دء
وب��ع��د م�ع�رك�ة ��ش�ر��س�ة دارت رح�اه�ا الخليقة ،وقد ات�سمت بالق�سوة والوح�شية
على �أر��ض �سلفرينو بمقاطعة لومباريا والتي عادت بالمعاناة وا آللام ال�شديدة على
ب� إ�ي�ط�ال�ي�ا بي�ن ال�ق�وات ال�ن�م���س�اوي�ة من ب�ن�ي ال�ب���ش�ر ،و أ�ث��رت ه�ذه الح��روب على
جانب وقوات فرن�سا و�سردينيا من جانب العلاقات بين الجماعات الب�شرية المختلفة
�آخ�ر ،تلك المعركة خلفت خ�سائر ب�شرية ع�بر ال�ت�اري�خ الإن���س�اني فخلفت وراءه��ا
هائلة من القتلى ،با إل�ضافة لعدد مماثل خ�سائر مادية وب�شرية هائلة ،وخ�صو�صاً
من الجرحى الذين لقوا حتفهم نتيجة بعد تقدم الحياة الب�شرية وتطور وتنوع
ل�ل�ق���ص�ور في الخ�دم�ات ال�ط�ب�ي�ة ،و�سطر ط�رق القتال وو�سائله و�أ�ساليبه ،وال�ذي
ه�ذه المعركة الم�واط�ن ال�سوي�سري هنري �أدى ب��دوره إ�لى ازدي��اد أ�ع��داد ال�ضحايا،
دونان في كتابه ال�شهير «تذكار �سلفرينو» وظ��ه��ور ف�ئ�ات ت���س�ت�ح�ق الح�م�اي�ة م�ث�ل
في عام 1862م ،الذي هز وجدان العالم لما الم�ر��ض�ى والج�رح�ى م�ن الم�ق�ات�ل�ين ال�ذي�ن
جاء فيه من أ�ح�داث مروعة ،ودعا دونان ��ص�اروا غ�ري ق�ادري�ن ع�ل�ى ح�م�ل ال�لاسح
في ن�ه�اي�ة ك�ت�اب�ه إ�لى إ�ع��داد أ�ف��راد إ�غ�اث�ة والا��ش�تراك في العمليات الحربية ،ومثل
طبية حياديين وقت ال�سلم لتقديم الحد الأ�سرى الذين يقعون في الأ�سر ،والمدنيون
الأدنى من الخدمات الطبية وقت الحرب، ال��ذي يعي�شون في ظ�ل ظ��روف الح�روب
وان���ض�م �إل�ي�ه فيما ب�ع�د أ�رب�ع�ة مواطنين وال���ص�راع�ات الم�سلحة وخ�ا��ص�ة ا ألط�ف�ال
من �سوي�سرا لي�شكلوا اللجنة الخما�سية
والتي عرفت فيما بعد باللجنة الدولية والن�ساء وال�شيوخ منهم.
ل��ذل��ك ف�ق�د ��س�ع�ى الم�ج�ت�م�ع ال��دولي
إ�لى و��ض�ع ق�واع�د ق�ان�ون�ي�ة دول�ي�ة تحد
182
ملخ�صات الكتب القانونية