Page 269 - مجلة الدراسات القضائية
P. 269
ه�و ال���ش� أ�ن في مج�ال ال���ص�ي�د والج�م�ارك ال�دف�اع " .وب�ع�ب�ارة �أخ��رى ،ينبغي توقف معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية
والتخطيط المدني والبيئة وقانون العمل ا إلدانة التلقائية ،وعلى القا�ضي تمحي�ص
والت�شريعات المالية والإقت�صادية ..وهي كافة الخ�صائ�ص المميزة في الواقعة الم ؤ�دية
عديدة ج�دا .وكما يوحي ا�سمها ،تتحقق �إلى ا�ستخلا�ص الخ�ط��أ الم�ح�دد وال�ف�ردي
هذه الجنح المادية بمجرد مادية نتيجتها، والمثبت ح�سب الأ�صول لمن تعلن م�س�ؤوليته
ب�صرف النظر عن �أي�ة نية ل�دى الفاعل،
ل�ذل�ك يت�سم ال�ع�ق�اب عليها بالتلقائية الجنائية.
كالمخالفات .ولكن بخلاف تلك ا ألخ�يرة،
ت�ت���س�م ال�ع�ق�وب�ات في الج��رائ��م الم��ادي��ة وه�ذا م�ا رم�ى �إل�ي�ه ال�ق�ان�ون الفرن�سي
ب�الج���س�ام�ة ،ك�م�ا يم�ك�ن أ�ن ت�ط�ال م�دي�ر لعام ،2000ب�ش أ�ن تحديد تعريف الجرائم
الم��ؤ��س���س�ة ك�م���س� ؤ�ول -ج�ن�ح�ي�ا -ع�ن فعل غ�ير الم�ق���ص�ودة((( ،و أ���ص�ب�ح�ت الم�س�ؤولية
الغير .ويبدو �أن هذه الممار�سة الق�ضائية الجنائية لمدير الم�ؤ�س�سة ،ك�شخ�ص طبيعي،
كانت محل انتقاد من قبل الفقه الجنائي، خا�ضعة ألدلة الإثبات من قبل الإدعاء ،في
ن�ظ�را لم���س�ا��س�ه�ا بم�ب�د أ� ق�ري�ن�ة ال�ب�راءة، أ�ن�ه قد �أخ�ل إ�خ�لالا ج�سيما في إ�لتزاماته
والم�ت�م�ت�ع ب�ق�وة �أع�ل�ى م�ن ال�ق�ان�ون من ال�ق�ان�ون�ي�ة أ�و التنظيمية .وي�ه�دف ه�ذا
قبل المحكمة ا ألوروب�ي�ة لحقوق ا إلن�سان. ال���ش�رط �إلى �إع��ادة ب�ن�اء إ�م�ك�ان�ي�ة مدير
وتح�ر��ص ا إلت�ف�اق�ي�ات ال�دول�ي�ة لح�ق�وق الم ؤ��س�سة من الإ�ستفادة الفعالة والملمو�سة
الإن�سان على ت أ�كيد مبد أ� المحاكمة العادلة،
وت�دع�و �إلى ع�دم تجاهل الإف�رتا��ض�ات �أو من مبد أ� �إفترا�ض البراءة.
القرائنفيالواقع أ�وفيالقانونالموجودةفي
بع�ض القوانين الو�ضعية ،وتطالب الدول وع�ل�اوة على م�ا ت�ق�دم ،تج�در الإ��ش�ارة
إ�رفاقها �ضمن حدود معقولة ،مراعية في �إلى أ�ن الم�س ؤ�ولية الجنائية ل أل�شخا�ص
ذلك مدى خطورة الم�س�ألة ،والحفاظ على ا إلع�ت�ب�اري�ة ،يم�ك�ن �أن ت���س�ه�م بطريقة
حقوق ال�دف�اع((( .وه�ذه القاعدة حكيمة، مخ�ت�ل�ف�ة ،في تح�وي�ل ��س�ه�ام ال�ع�ق�اب عن
وينبغي �ضمان ح�سن تطبيقها العملي، مدير الم�ؤ�س�سة ك�شخ�ص طبيعي ،لا�سيما
لإمكان انتفاء الم�س ؤ�ولية الجنائية. في حال عدم توافر العن�صر المعنوي.
-2ان�ظ�ر الم��ادة ال���س�اد��س�ة م�ن الات�ف�اق�ي�ة ا ألوروب��ي��ة في الواقع نجد هذا النوع من الم�س ؤ�ولية
لحقوق ا إلن�سان. في مج��ال الج��رائ��م الم��ادي��ة ،لا��س�ي�م�ا في
مجال الت�شريعات الجنائية الخا�صة كما
-1وال��ذي ع�دل ب�ع�م�ق الم��ادة ( ،)3-121في فقراتها
الثالثة والرابعة.
268
ملخ�صات الكتب القانونية