Page 10 - مجلة الدراسات القضائية
P. 10

‫و�إذا كانت ال�شريعة الإ�سلامية الغراء‪،‬‬                              ‫عبادتهم‪ ،‬وهى تقربهم �إلى الله‪.‬‬                      ‫معهد التدريب الق�ضائي‬
‫ت�ه�دف إ�لى �سد ال�ذرائ�ع‪ ،‬وج�ل�ب المنافع‪.‬‬
‫ف�إن لجوء المكلف إ�لى الحيل‪ ،‬لتجنب �أداء‬                     ‫وفى �ضوء هذا العر�ض‪ ،‬يتم تق�سيم هذا‬
‫التكاليف المالية المفرو�ضة يتناق�ض مع‬                                             ‫المبحث إ�لى‪:‬‬
‫أ�ه�داف ال�شارع الحكيم‪ ،‬ومن هنا ا�ستحق‬
‫المكلف‪ ،‬عقاب الله ع�ز وج�ل‪ ،‬ي�وم لا ينفع‬                     ‫الم�ط�ل�ب ا ألول‪ :‬م�اه�ي�ة ال�ت�ه�رب من‬
‫م��ال ولا ب��ن��ون‪ ،‬وي���صي�ر ف�ي�ه ال�ب�اط� ُن‬                  ‫التكاليف المالية في الفقه ا إل�سلامي‬
‫ظ�اه�راً‪ ،‬وال�سر علاني ًة‪ ،‬و َت ْب َي�ُّض وج�و ٌه‪،‬‬
‫بما قدمت من �أع�م�ال �صالحة‪ ،‬وامتثلت‬                         ‫الم�ط�ل�ب ال�ث�ان�ى‪ .:‬التمييز ب�ين تجنب‬
‫لأوام��ر الله ع�ز وج�ل ف�ى ال�دن�ي�ا‪ ،‬و َت���ْس� َو ُّد‬      ‫ال���ض�ري�ب�ة وتج��ن��ب ال�ت�ك�ال�ي�ف الم�ال�ي�ة‬
‫وج ُو ٌه‪ ،‬بما قامت به من الخديعة‪ ،‬والغ�ش‪،‬‬
‫والكذب والمكر‪ ،‬بهدف منع حقوق الفقراء‪،‬‬                                              ‫الإ�سلامية‬

                       ‫والم�ساكين‪.‬‬                                     ‫المطلب ا ألول‬
                                                             ‫ماهية التهرب من التكاليف المالية في‬
‫ل���ذا ف�ق�د ات��ف��ق ال�ف�ق�ه�اء ع�ل�ى ع�دم‬
‫م�شروعية ال�ت�ح�اي�ل‪ ،‬لمنع أ�داء التكاليف‬                              ‫الفقه ا إل�سلامي‬
‫الم�ال�ي�ة‪ ،‬ألن ذل�ك ي�ضر بحقوق الفقراء‬
                                                             ‫ال�ت�ه�رب ع�ن�د ع�ل�م�اء ال���ش�ري�ع�ة‪ ،‬يعنى‬
                       ‫والم�ساكين‪.‬‬                           ‫قيام مالك الم�ال ب��أح�د الت�صرفات‪ ،‬التى‬
                                                             ‫من �ش�أنها‪ ،‬ت� ؤ�دى إ�لى عدم توافر �شروط‬
           ‫الفرع ا ألول‬                                      ‫خ���ض�وع�ه ل�ل�زك�اة‪ ،‬ق�ا��ص�داً تح�ق�ي�ق ه�ذا‬
       ‫الحنفية‪ ،‬وال�شافعية‬                                   ‫ال�غ�ر��ض‪ ،‬وم�ستعينا ب�ذل�ك ب�ك�اف�ة أ�ن��واع‬
                                                             ‫الح�ي�ل‪ ،‬وال�غ���ش‪ ،‬والخ��داع‪ ،‬وه�ى مختلفة‬
‫ذك��ر أ�ب��و ي�و��س�ف((( "لا ي�ح�ل ل�رج�ل‪،‬‬
‫ي ؤ�من بالله‪ ،‬واليوم ا آلخ�ر‪ ،‬منع ال�صدقة‪،‬‬                                         ‫ومتعددة(((‪.‬‬
‫ولا �إخراجها‪ ،‬من ملكه إ�لى ملك جماعة‬
‫غ�ي�ره‪ ،‬ل�ي�ف�رق�ه�ا ب��ذل��ك‪ ،‬ف�ت�ب�ط�ل ع�ن�ه‬               ‫م�ن ه�ن�ا ي�ت���ض�ح‪ ،‬أ�ن ال�ت�ه�رب م�ن �أداء‬
                                                             ‫ال�ت�ك�ال�ي�ف الم��ال��ي��ة ي��دخ��ل ف��ى م�ف�ه�وم‬
‫انظر ‪ :‬ابن القيم الجوزية‪ :‬أ�علام الموقعين عن رب‬
     ‫العالمين ‪ -‬دار الفكر‪ -‬بيروت ‪ -‬ج‪�3‬ص‪. 172-‬‬                                       ‫الحيل(((‪.‬‬

‫‪ -3‬أ�ب�وي�و��س�ف يعقوب ب�ن �إب�راه�ي�م ‪ :‬ك�ت�اب الخ��راج ‪-‬‬  ‫‪-1‬د‪� /‬أب�وال�وف�ا محمد �أب�وال�وف�ا �إب�راه�ي�م ‪ :‬التجنب‬
‫تحقيق‪ :‬طه عبد الرءوف �سعد‪� ,‬سعد ح�سن المكتبة‬                 ‫وال�ت�ه�رب م�ن ال�زك�اة وال���ض�رائ�ب درا��س�ة فقهية‬
                                                             ‫قانونية معا�صرة ‪ -‬مجلة م�صر المعا�صرة ‪ -‬العدد‬
     ‫ا ألزهرية للتراث القاهرة ‪1999‬م‪�.‬ص‪. 93-‬‬                  ‫‪ 456 ،455‬ال�سنة الت�سعون يوليو ‪� /‬أكتوبر ‪1997‬م‬

                                                                                          ‫�ص‪. 232-‬‬
                                                             ‫‪-2‬والحيل‪ :‬هى �إظهار المحتال �أمر جائزا ليتو�صل به‬

                                                                                 ‫�إلى �أمر محرم يبطنه‪.‬‬

                                                                                                   ‫‪18‬‬

                                                             ‫التهرب من التكاليف المالية الإ�سلامية وطرق مكافحته‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15