Page 60 - مجلة الدراسات القضائية
P. 60

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬            ‫‪ -‬خ�صائ�ص عقد الت أ�مين‪:‬‬                        ‫أ��ضرارها و�ضخامة التعوي�ضات التي تنتج‬
                                                                                             ‫ع�ن ه�ذه ا أل��ض�رار ر أ�ى البع�ض أ�ن الحل‬
                                   ‫ا��س�ت�ق�ر م�ع�ظ�م ال�ف�ق�ه ع�ل�ى أ�ن ع�ق�د‬               ‫ا ألمثللهذهالم�س أ�لةيكمنفيالت�أمينلكون‬
                                       ‫الت�أمين يتمتع بالخ�صائ�ص التالية‪:‬‬                    ‫الخطر في الغالب غير محدد والتعوي�ض‬

                                   ‫�أول ًا‪:‬ع�ق�د ملزم للجانبين‪ :‬حيث يلتزم‬                          ‫بالمقابل ي�صعب تحديده �سلفاً(((‪.‬‬
                                   ‫الم���ؤم��ن ل��ه ب�دف�ع أ�ق���س�اط ال�ت� أ�مي�ن �أو‬
                                   ‫الدفعات المالية المتفق عليها‪ ،‬بينما يلتزم‬                         ‫‪ -‬مدى مدنية عقد الت�أمين‪:‬‬
                                   ‫الم ؤ�من بدفع مبلغ الت�أمين �إذا وقع الخطر‬
                                                                                             ‫عقد الت�أمين يمكن �أن يكون مدنياً أ�و‬
                                                         ‫الم�ؤمن منه‪.‬‬                        ‫تج�اري�اً أ�و خليطاً م�ن ذل�ك وف�ق�اً ل�صفة‬
                                   ‫ثاني ًا‪ :‬عقد معاو�ضة‪ :‬ألن كلا المتعاقدين‬                  ‫أ�طرافه فبالن�سبة للم�ؤمن له عادة يكون‬
                                   ‫ي� أ�خ�ذ م�ق�اب�ل ًا لم�ا ي�ع�ط�ي‪ ،‬ف�ي� أ�خ�ذ الم� ؤ�م�ن‬  ‫مدنياً بيد �أنه عند تطبيق نظرية التبعية‬
                                   ‫�أق�ساط الت�أمين من الم ؤ�من له‪ ،‬بينما ي أ�خذ‬             ‫يكون العقد تجارياً إ�ذا كان عقد الت أ�مين‬
                                   ‫الم ؤ�من له مبلغ الت أ�مين �إذا وقعت الكارثة‬              ‫متعلقاً ب�ت�ج�ارت�ه �أم��ا بالن�سبة للم ؤ�من‬
                                                                                             ‫فيتوقف على �صفته فهو م�دني �إذا كان‬
                                                        ‫الم ؤ�من منها‪.‬‬                       ‫جمعية م�ن جمعيات ال�ت��أم�ني التعاوني‬
                                   ‫ث�ال�ث� ًا‪ :‬عقد اح�ت�م�الي‪ :‬لأن ال�ع�لاق�ة‬                ‫غير الهادفة للربح ويكون تجارياً �إذا تعلق‬
                                   ‫بين الم��ؤم�ن والم� ؤ�م�ن له لي�ست م��ؤك�دة بل‬
                                   ‫احتمالية‪ ،‬وبيان ذلك �أن الم�ؤمن وقت إ�برام‬                             ‫ا ألمر ب�شركة م�ساهمة‪.‬‬
                                   ‫العقد لا يعرف مقدار ما ي�أخذ ولا مقدار‬
                                   ‫م�ا يعطي إ�ذ أ�ن ذل�ك متوقف على وق�وع‬                     ‫وم��ن ه�ن�ا يم�ك�ن ال�ق�ول أ�ن ال�ت� أ�م�ني‬
                                   ‫الح��ادث �أو ع�دم وق�وع�ه‪ ،‬وك�ذل�ك الح�ال‬                 ‫ا إل�سلامي بمختلف �أ�صنافه يعد ت أ�ميناً‬
                                   ‫بالن�سبة للم�ؤمن له‪ ،‬لذا يعد عقد الت أ�مين‬                ‫م�دن�ي�اً تطبق عليه ال�ق�واع�د ال�ع�ام�ة ولا‬
                                                                                             ‫تطبق عليه القواعد القانونية التي تحكم‬
                                                     ‫من عقود الغرر‪.‬‬                          ‫ال�ت��أم�ني ال�ت�ج�اري ل�ك�ون�ه لا ي�سعى �إلى‬
                                   ‫راب�ع� ًا‪ :‬عقد زم�ن�ي‪ :‬ألن��ه ي�ع�ق�د لزمن‬                ‫الربح بل �إلى النفع الاجتماعي والتكافل‬
                                   ‫م�عي�ن‪ ،‬ف�ال�زم�ن ع�ن���ص�ر ج��وه��ري ف�ي�ه‬
                                   ‫وال�ت�زام الم��ؤم�ن لي�س أ�ب�دي�اً وانم�ا محدد‬                  ‫المجتمعي الخالي من الربحية(((‪.‬‬
                                   ‫الم�دة بتحمل تبعة المخاطر الم� ؤ�م�ن منها‬
                                   ‫ب�داي�ة م�ن وق��ت مح��دد ون�ه�اي�ة ب�ت�اري�خ‬              ‫‪-1‬اللواء د‪ .‬عبدا لقدو�س عبد الرزاق محمد ال�صديق‪،‬‬
                                                                                             ‫ال�ت� أ�م�ني م�ن الم���س��ؤول�ي�ة وت�ط�ب�ي�ق�ات�ه ا إلج�ب�اري�ة‬
                                                             ‫معين‪.‬‬                           ‫الم�ع�ا��ص�رة‪ ،‬ر��س�ال�ة دك��ت��وراه ن�وق���ش�ت في جامعة‬

                                                                                                          ‫القاهرة في العام ‪1999‬م‪� ،‬ص‪.404‬‬
                                                                                             ‫‪ -2‬د‪ .‬نبيلة �إ�سماعيل ر�سلان‪ ،‬مرجع �سبق ذكره‪� ،‬ص‪.50‬‬

‫‪59‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬ف�ؤاد ال�شعيبي‬
   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65