Page 154 - مجلة الدراسات القضائية
P. 154

‫والخارجي‪ ،‬يجعله متمتعاً بال�صرامة‪.‬‬                         ‫الم�ح�ام�ون والم���س�ت���ش�ارون ال�ق�ان�ون�ي�ون ‪٪1‬‬     ‫معهد التدريب الق�ضائي‬
                                                             ‫م�ن ت�رك�ي�ب�ة ال���س�ك�ان في ال�ع�الم ح�سب‬
‫وم��ن ث��م‪ ،‬الم���س�ت���ش�ار ال�ق�ان�وني يعمل‬                ‫الإح���ص�ائ�ي�ات مم�ا يجعلهم م�ن �أ�صحاب‬
‫ج��اه��داً ع�ل�ى �أن يم�ل�ك ح�ا��س�ة الح�د��س‬
‫وت��وق��ع ال��ظ��روف ل�ي�ق�وم ب�ت�ح�وي�ل ه�ذا‬                                   ‫المهن النادرة‪(((.‬‬
‫التوقع �إلى وقائع ت�ساعده للو�صول إ�لى‬
‫حلول للم�س أ�لة المطروحة �أم�ام�ه‪ ،‬لذلك‬                      ‫وي��ولي الم���س�ت���ش�ار ال�ق�ان�وني اه�ت�م�ام�اً‬
‫نجد أ�ن عمق �شخ�صية الم�ست�شار القانوني‬                      ‫كبيراً با ألو�ضاع الخارجية المحيطة حوله‪،‬‬
‫ي�دور حولها ن�وع م�ن الغمو�ض لتو�صف‬                          ‫وي�ضع الكثير من الجهد في اكت�شاف �آلية‬
‫بال�شخ�صية الفريدة كونه يقوم ب إ�خفاء‬                        ‫ون�ظ�ام لإنج��از الأم��ور‪ ،‬وب���ش�ك�ل م�ستمر‬
‫التوقعات والبوح بها بعد تكوين قناعاته‬
                                                                 ‫ي�ضع ويعيد ترتيب أ�ولويات حياته‪.‬‬
                       ‫القانونية‪.‬‬
                                                             ‫وع��ل��ى ال�ن�ق�ي���ض‪ ،‬ي�ت�ب�ع الم���س�ت���ش�ار‬
‫وبهذه الدرجة من التعقيد في �شخ�صية‬                           ‫القانوني �أ�سلوباً عفوياً وي�ستخدم بديهته‬
‫الم�ست�شار ال�ق�ان�وني �إلا �أن�ه يم�ت�از أ�ي���ض�اً‬         ‫وح��د���س��ه‪ (((.‬ول�ذل�ك ي�ت�ع�رف الم���س�ت���ش�ار‬
‫ب أ�ريحية ت�شعر الم�وك�ل ب�ن�وع م�ن ال�راح�ة‬                 ‫القانوني على الظروف المحيطة به ب�شكل‬
‫النف�سية ألنه يحاول قدر الم�ستطاع تحويل‬                      ‫كلي‪ ،‬ودون أ�ن تكون له معرفة �سابقة �أو‬
‫الح�ال�ة ال�ه�ج�وم�ي�ة((( وال�غ���ض�ب الم�ق�رتن‬              ‫دون أ�ن يعرف الكيفية التي تو ّ�صل للفهم‬
‫بعدم الأم�ان من الموكل �إلى حالة �أخ�رى‬
‫لي�ستطيع م�ن خ�الل�ه�ا ت�ق�ديم الح�ل�ول‬                                           ‫من خلالها‪.‬‬

‫‪"-3‬للتخل�ص من الحالة الهجومية للموكل‪ ،‬هنالك‬                 ‫وغ�ال�ب�اً م�ا ي�ك�ون الم���س�ت���ش�ار ال�ق�ان�وني‬
‫ال�ع�دي�د م�ن الأم���ور ال�ت�ي ي�ج�ب ع�ل�ى الم���س�ت���ش�ار‬  ‫م���ص�ي�ب�اً‪ ،‬ون�ت�ي�ج�ة ل�ذل�ك‪ ،‬ي�ث�ق الم�ست�شار‬
‫ال�ق�ان�وني الأخ��ذ بها وم�ن�ه�ا‪ :‬التعاطف ال�صريح‬            ‫ال�ق�ان�وني وي�ع�ت�م�د ك�ثي�راً ع�ل�ى ح�د��س�ه‬
‫م�ع الم�وك�ل‪ ،‬الاع�ت�ذار للموكل عما تعر�ض ل�ه من‬             ‫وغ�ري�زت�ه في الا�ست�شارات التي يقدمها‪.‬‬
‫انتهاكات‪ ،‬إ�عطائه نوعاً من الراحة النف�سية و�إن‬              ‫هذا ال�صراع بين عالم الم�ست�شار الداخلي‬
‫وجودك كم�ست�شار هو فقط لم�ساعدته‪ ،‬إ�ظهار قيمته‬
‫كموكل‪ ،‬كذلك �شرح الخيارات الممكنة والمتاحة له‪،‬‬               ‫‪-1‬وف�ق�اً لنقابة المحامين ا ألم�ري�ك�ي�ة هنالك مليون‬
‫ثم تلخي�ص ا إلجراءات التي �سيتم اتخاذها لتنتهي‬               ‫ومائة و�ستة ع�شر أ�لف محامي وم�ست�شار قانوني‬
‫المقابلة وبهذا يتم التخل�ص من حالته الهجومية"‪.‬‬               ‫في الولايات المتحدة حيث ي�شكلون ما ن�سبته ‪٪0.36‬‬

‫‪Edwards, Linda, Law Office Skills, Thomson‬‬                                    ‫من المجموع الكلي لل�سكان‪.‬‬
‫‪Delmar Lear, P. 44 (2002).‬‬
                                                             ‫‪2- W exler, David, Therapeutic Jurisprudence and‬‬
                                                                ‫‪the Criminal Courts, 35 WM. &Mary L. Rev.‬‬
                                                                ‫‪293 (1993).‬‬

                                               ‫‪162‬‬

‫وجوبية الأخلاق القانونية للم�ست�شار القانوني‪ :‬قواعد ُمنظمة و ِقيم‬
   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159