Page 200 - مجلة الدراسات القضائية
P. 200

‫�إدارة البحوث والدرا�سات ‪ -‬وزارهة العدل‬  ‫المعلوم��ة‪ ،‬وهو ا ألمر الذي يطرح على دول‬              ‫الدولي��ة ب�صفته��ا عدوان��اً وفع��ل ي�ش��كل‬
                                         ‫العالم الثالث تحديات جديدة‪ ،‬وي�ساهم في‬                ‫جريم��ة دولي��ة‪ ،‬وق��د عرف��ت الجمعي��ة‬
                                         ‫تعميق الفارق بينه��ا وبين الدول المتقدمة‬              ‫العمومي��ة الع��دوان بموج��ب قراره��ا‬
                                                                                               ‫ال�ص��ادر �سن��ة ‪1974‬م ب�أنه ا�ستخ��دام القوة‬
                                                          ‫في مجال التنمية‪.‬‬                     ‫الم�سلح��ة م��ن قب��ل دول��ة �ض��د ال�سي��ادة �أو‬
                                                                                               ‫الوحدة الإقليمية أ�و الا�ستغلال ال�سيا�سي‪،‬‬
                                         ‫وم�����ع ت���ط���ور و����س���ائ���ل ال��ت��ع��ب�ي�ر‬   ‫كم��ا ع��ددت الم��ادة الثالث��ة الأعم��ال الت��ي‬
                                         ‫وال�ت�ك�ن�ول�وج�ي�ا‪ ،‬ت�ط�ورت ح�ري�ات ال��ر أ�ي‬        ‫تعت�ب�ر عدوان��اً وفق��اً له��ذا الق��رار‪ ،‬إ�لا �أن‬
                                         ‫وال�ت�ع�ب�ري‪ ،‬وب��د أ�ت ت�ظ�ه�ر ع�ل�ى �صفحات‬          ‫التط��ورات الت��ي �شهده��ا المجتم��ع الدولي‬
                                         ‫الجرائد والمجلات و�شا�شات التلفاز‪ ،‬وكل‬                ‫ك�شف��ت ع��ن خل��ل لا �سابق ل��ه في العلاقات‬
                                         ‫ال�و��س�ائ�ل الم�رئ�ي�ة والم���س�م�وع�ة والم�ق�روءة‪،‬‬  ‫الدولي��ة‪ ،‬حي��ث ظه��رت أ��ش��كال جدي��دة‬
                                         ‫إ��ضافة إ�لى التعبير عن ال�ر أ�ي من خلال‬              ‫للإره��اب والع��ودان �أكثر خطورة من تلك‬
                                         ‫التظاهر ال�سلمي المن�ضبط وغيرها‪ .‬وقد‬
                                         ‫اك�ت���س�ب�ت ح�ري�ة ال���ر أ�ي ��ص�ف�ة ال�ع�الن�ي�ة‬      ‫التي تناولتها قواعد القانون الدولي‪.‬‬
                                         ‫والانت�شار فيما يتخطى حدود كل مدينـة‬
                                         ‫أ�و دول�ة و�أمكنها أ�ن ت�صل بعلانيتها �إلى‬            ‫ويحت��ل الي��وم مو�ض��وع ا إلع�ل�ام مكان��ة‬
                                                                                               ‫هام��ة في الكث�ي�ر من المناق�ش��ات في المحافل‬
                                                             ‫العالم �أجمع‪.‬‬                     ‫الدولي��ة المتعلق��ة بالتنمي��ة‪ ،‬والعولم��ة‬
                                                                                               ‫واقت�ص��اد المعرفة‪ ،‬والمحافظ��ة على الهوية‬
                                         ‫إ�ن �س��وء ا�ستغلال حرية الر أ�ي والتعبير‬             ‫الثقافية اكثر من أ�ي وقت م�ضى‪ ،‬والعولمة‬
                                         ‫ي���ؤدي إ�لى كث�ي�ر م��ن الأزم��ات الأمني��ة‬          ‫واقت�ص��اد المعرفة‪ ،‬والمحافظ��ة على الهوية‬
                                         ‫وال�سيا�س��ة والاجتماعية‪ ،‬والت��ي تتمثل في‬            ‫الثقافي��ة �أك�ث�ر م��ن أ�ي وقت م�ض��ى‪ ،‬وهذا‬
                                         ‫المظاه��رات‪ ،‬والإ�ضرابات المتك��ررة‪ ،‬و�أعمال‬          ‫م��ا فر�ضته الثورة المذهلة لو�سائل الإعلام‬
                                         ‫التخري��ب‪ ،‬وم��ا ينج��م عنه��ا مث��ل توق��ف‬           ‫والات�صال‪ ،‬الت��ي طرحت �إ�شكالات قانونية‬
                                         ‫ا إلنت��اج‪ ،‬وم��ا يمك��ن أ�ن تف��رزه م��ن أ��ضرار‬     ‫جدي��دة �س��واء عل��ى الم�ست��وى الوطن��ي �أو‬

                                                       ‫على المجتمع ‪ ....‬الخ‪.‬‬                                           ‫الدولي‪،‬‬

                                         ‫�إن حري��ة ال��ر أ�ي والتعب�ي�ر م��ن أ�ه�� ّم‬         ‫وتجل��ت م��ن خلاله��ا �أهمي��ة المعرفة في‬
                                         ‫الحري��ات التي عرفه��ا الإن�س��ان‪ ،‬وهي من‬             ‫الاقت�ص��اد والعل��وم والثقاف��ة القائمة على‬
                                         ‫الحري��ات التي نادت به��ا ا ألديان ال�سماوية‬
                                         ‫وكب��ار المفكري��ن والفلا�سف��ة‪ ،‬ولك��ن �س��وء‬

‫‪199‬‬
         ‫ملخ�صات الكتب القانونية‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205