Page 159 - مجلة الدراسات القضائية
P. 159

‫معهد التدريب الق�ضائي‬                    ‫�إعادة التنظيم‪(((.‬‬                    ‫على مواجهة م�شاكلها والعمل على حلها‪.‬‬

                       ‫رابع�� ًا ‪ :‬التغل��ب عل��ى �ضغ��وط العمل لدى‬            ‫و�أخ��ي�راً‪ ،‬يقت�ضي م�ف�ه�وم الا��س�ت���ش�ارة‬
                               ‫الم�ست�شار القانوني وا�ستقلاليته(((‬             ‫القانونية أ�ن يكون الم�ست�شار القانوني من‬
                                                                               ‫خارج الم ؤ��س�سة التي تطلب الم�شورة حتى لا‬
                       ‫يتمتع الم�ست�شار القانوني بالا�ستقلالية‬                 ‫يخ�ضع لنظام ال�سلطة فيها مما ي�سمح له‬
                       ‫التامة‪ ،‬إ�ذلا�سلطةعليه�إلا�سلطةالقانون‪،‬‬                 ‫بحرية إ�ب�داء ال�ر أ�ي والتعبير عن الم�شاكل‬
                       ‫وم�ن ث�م ف�ه�و وب�ه�ذه الح�ري�ة ف��إن�ه غير‬             ‫ال�ق�ان�ون�ي�ة الح�ق�ي�ق�ي�ة ودون تح�ي�ز‪ .‬ه�ذا‬
                       ‫مقيد بطريق معين وي�ستطيع �أن ي�سلك‬                      ‫ف�ضل ًا عن أ�ن العين الفاح�صة الخارجية‬
                       ‫مختلف ال�ط�رق التي ر�سمها القانون له‬                    ‫ع�ادة م�ا ت�ك�ون ق��ادرة ع�ل�ى ر ؤ�ي��ة الم�شاكل‬
                       ‫وذلك بقيامه بر�سم الخطوط الفا�صلة في‬                    ‫أ�ك�ث�ر م�ن ال�ع�ني ال�داخ�ل�ي�ة في الم� ؤ���س���س�ة‬
                       ‫العلاقة ما بين الموكل والخ�صم والمحكمة‬                  ‫والتي اعتادت على الو�ضع الراهن‪ ،‬ومن‬
                       ‫واتج�اه نف�سه والنظام القانوني للدولة‬                   ‫ن�اح�ي�ة أ�خ���رى نج�د �أن خ�ط�ط وب�رام�ج‬
                                                                               ‫التطوير كثيراً ما تمتد إ�لى عدة مجالات‬
                                      ‫�صاحبة الاخت�صا�ص‪.‬‬                       ‫م�ن التغيير مم�ا يتطلب الاع�ت�م�اد على‬
                       ‫ك�ل ه�ذه ا ألم��ور اي�ضاً تجعل م�ن عمل‬                  ‫مجالات مختلفة من المعرفة والتخ�ص�ص‬
                       ‫الم�ست�شار ال�ق�ان�وني ع�م�ا ًل ��ص�ع�ب�اً لذلك‬         ‫ال�ت�ي ق�د لا ت�ت�واف�ر في الم� ؤ���س���س�ة‪ ،‬وتظهر‬
                       ‫يتعينّ عليه م�واج�ه�ة �ضغوط عمله من‬                     ‫الح��اج��ة �إلى الا��س�ت�ع�ان�ة ب�الا��س�ت���ش�ارة‬
                       ‫خل�ال ت�وزي�ع وق�ت�ه ب�ني ع�م�ل ج�اد وب�ني‬              ‫الخ�ارج�ي�ة في الم��راح��ل الأولى لعملية‬
                                                                               ‫التغيير ب�صفة خا�صة‪ ،‬وهي المراحل التي‬
                        ‫�شخ�ص طبيعي يمار�س حياته الخا�صة‪.‬‬                      ‫يتم فيها ت�شخي�ص الم�شاكل وو�ضع الخطط‬
                                                                               ‫والبرامج المنا�سبة لمواجهتها‪ ،‬كما ي�ستعان‬
                       ‫أ�م�ا فيما يخ�ص ا�ستقلالية الم�ست�شار‬                   ‫بالخبرة الخارجية أ�ي�ضاً في الحالات التي‬
                       ‫ال�ق�ان�وني‪ ،‬فتعني أ�ن ي�ق�وم ب���أداء مهمته‬            ‫تتطلب �إعادة التنظيم الهيكلي للم�ؤ�س�سة‬
                       ‫وواجباته ب�شكل م�ستقل ونزيه ومتحرر‬                      ‫وعدم ت أ�ثرها بالعلاقات ال�شخ�صية حتى‬
                       ‫م�ن ال�ت�دخ�ل وه�ن�ا ي�ج�ب ال�ت��أك�ي�د على‬             ‫يتم التم�سك بالمقايي�س المو�ضوعية عند‬
                       ‫�أن الاه�ت�م�ام ال��دولي والإق�ل�ي�م�ي بم�ب�د�أ‬

                                        ‫‪ -1‬انظر مرجع �سابق رقم ‪.14‬‬
                       ‫‪ -2‬خم�سة �أبعاد يجب �أن ي�أخذ بها الم�ست�شار القانوني‬
                       ‫وهي واجبه �أمام موكله‪ ،‬واجبه �أمام خ�صمه‪ ،‬واجبه‬
                       ‫�أم�ام المحكمة‪ ،‬واجبه اتج�اه نف�سه‪ ،‬وواج�ب�ه �أتج�اه‬

                        ‫النظام القانوني في الدولة �صاحبة الاخت�صا�ص‪.‬‬

‫‪167‬‬

         ‫الدكتور ‪� /‬شادي عدنان ال�شديفات‬
   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164