Page 156 - مجلة الدراسات القضائية
P. 156

‫تح��دث ت�غ�ي�رياً لم���ش�اك�ل ت�واج�ه ا ألف���راد‬         ‫م�ع�دل ل�الن�ت�ح�ار و‪ %20‬منهم يتعاطون‬                          ‫معهد التدريب الق�ضائي‬
‫والج��م��اع��ات ل�الن�ت�ق�ال ب�ه�م إ�لى و��ض�ع‬            ‫الكحول والم�خ�درات‪ ،‬كما أ�ج�اب �سبعة من‬
‫�أف�ضل‪ ،‬ويقوم الم�ست�شار القانوني بتقديم‬                  ‫ك�ل ع���ش�ر م���س�ت���ش�اري�ن ق�ان�ون�ي�ني ح�سب‬
‫م�ساعدته القانونية عن طريق الدخول‬                         ‫مج�ل�ة ك�ال�ي�ف�ورن�ي�ا ل�ل�م�ح�ام�ني ب��أن�ه�م‬
‫في علاقة مع �شخ�ص �أو جهة معينة يطلق‬                      ‫�سيغيرون مهنتهم �إن �سنحت الفر�صة لهم‬
‫عليها عادة لفظ "الموكل"‪ (((،‬لم�ساعدته في‬                  ‫بذلك‪ (((.‬وعليه ف�أن �سيكولوجية الم�ست�شار‬
‫التعرف على م�شاكله القانونية والعمل‬
                                                               ‫القانوني يجب �أن تتميز بالاتزان‪.‬‬
                ‫على التغلب عليها‪.‬‬
                                                          ‫ثالث�� ًا‪ :‬مفه��وم الا�ست�ش��ارة القانوني��ة‬
‫وف���ك���رة الا���س��ت�����ش��ارة ل�ي���س�ت ف�ك�رة‬                              ‫و�سيكولوجيتها(((‬
‫م���س�ت�ح�دث�ة‪ (((،‬ف�ال�ع�الق�ة بي�ن الطبيب‬
‫ومري�ضه‪ ،‬والعلاقة بين ا أل�ستاذ وطلبته‪،‬‬                   ‫تعتبر الا��س�ت���ش�ارة ال�ق�ان�ون�ي�ة ��ض�رورة‬
‫وب�ني ا ألب و�أب�ن�ائ�ه ه�ي في حقيقة ا ألم�ر‬              ‫م�ن ��ض�روري�ات الح�ي�اة وذل�ك م�ن خ�الل‬
‫علاقة بين فرد و أ�حد أ�دوات التغيير‪ ،‬وقد‬                  ‫م�ساعدة الأف��راد والج�م�اع�ات والمنظمات‬
                                                          ‫في مواجهة الم�شاكل وال�صعوبات القانونية‬
‫‪"-3‬الموكل وه�و الم�ستفيد م�ن الخ�دم�ات القانونية‬         ‫اليومية‪ .‬وعليه‪ ،‬ف إ�ن الا�ست�شارة القانونية‬
‫مقابل اعتبارات نقدية يقوم من خلالها الم�ست�شار‬
‫القانوني �أو المحامي بتقديم خدمات مقابل عمولة‬             ‫‪1- M onhahan, John, Swanson, Jeffery, Lawyers at‬‬
‫نقدية وج��اءت ه�ذه الت�سمية م�ن روم�ا القديمة‬               ‫‪Mid-Career: A 20- Year Longitudinal Study of‬‬
                                                            ‫‪Job and Life Satisfaction, Barkley Law Review,‬‬
                   ‫ح�سب نظام المح�سوبية‪".‬‬                   ‫‪P. 29 (2000).‬‬

‫‪Michmerhuizen, Sue, Confidentiality, Privilege:‬‬           ‫‪-2‬يم�ت�ل�ك الم���س�ت���ش�ار ال�ق�ان�وني ث��روة م��ن الخ�ب�رة‬
‫‪A Basic Value in Two Different Applications,‬‬              ‫ح�ول كيفية ت�صرفات الم�وك�ل�ني‪ ،‬وبالنظر �إلى �أن‬
‫‪Center for Professional Responsibilities, P. 14 (2‬‬        ‫الم�ست�شارين ال�ق�ان�ون�ي�ني يق�ضون معظم وقتهم‬
‫‪007).‬‬                                                     ‫في �إج�راء المقابلات‪ ،‬وتقديم الم�شورة‪ ،‬والتفاو�ض‬
                                                          ‫ومح�اول�ة �إق�ن�اع ا آلخ��ري��ن‪� ،‬إلا أ�ن��ه م�ن الم�ه�م أ�ن‬
‫‪"-4‬تاريخ ال�ق�ان�ون ي�رت�ب�ط ب���ش�ك�ل وث�ي�ق ب�ت�ط�ور‬   ‫يفكرون ب�ش أ�ن م�ا يقوله العلم ع�ن كيفية تفكير‬
‫الح���ض�ارة‪ ،‬ف�ال�ق�ان�ون الم���ص�ري ال��ق��ديم ي�رج�ع‬    ‫الموكلين للو�صول إ�لى أ�ف�ضل الممار�سات‪ .‬ويعرف‬
‫تاريخه �إلى ‪ 3000‬عام قبل الميلاد‪ ،‬ثم في عام ‪1760‬‬          ‫علماء النف�س أ�ن العاطفة تتخلل كل ما نقوم به‪.‬‬
‫قبل الميلاد‪ ،‬و�ضع الملك حمورابي البابلي القوانين‬          ‫وه�ذا �صحيح بطبيعة الح�ال‪ ،‬ألن بع�ض النزاعات‬
‫وقام على تقنينها‪ ،‬ثم العهد القديم ويعود تاريخه‬            ‫ال�ق�ان�ون�ي�ة ت�غ�ل�ب عليها ال�ع�اط�ف�ة ب�شكل وا��ض�ح‪،‬‬
‫�إلى ‪ 1280‬قبل الميلاد‪ ،‬ثم القانون الروماني الذي‬           ‫مثل ال�ط�الق �أو الإ��ص�اب�ة ال�شخ�صية‪ ،‬وا إلخل�ال‬
‫ت��أث�ر ب���ش�دة بالفل�سفة ال�ي�ون�ان�ي�ة‪ ،‬إ�لى �أن و�صل‬  ‫بالعقود وال�دع�اوى الجنائية‪ ،‬وال�ت�ي تتطلب من‬
                                                          ‫الم�ست�شارين القانونيين معرفة الكيفية المنا�سبة‬
             ‫القانون �إلى ما هو عليه اليوم‪".‬‬
                                                                                  ‫لأداره عواطفهم‪.‬‬
‫‪Stein, Peter, Roman Law In European History,‬‬
‫‪Cambridge University Press, P. 104 (1999).‬‬

                                               ‫‪164‬‬

‫وجوبية ا ألخلاق القانونية للم�ست�شار القانوني‪ :‬قواعد ُمنظمة و ِقيم‬
   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161