Page 84 - مجلة الدراسات القضائية
P. 84

‫�إدارة البحوث والدرا�سات ‪ -‬وزارهة العدل‬  ‫ورغ����م �أن ب�ع���ض ال�����دول ال�ع�رب�ي�ة‬                                            ‫المقدمة‬
                                         ‫ا��س�ت�ط�اع�ت م�واج�ه�ة ت�ل�ك الج�م�اع�ات‬
                                         ‫ا إلره��اب��ي��ة‪ ،‬وتم�ك�ن�ت م�ن الح�ف�اظ على‬                  ‫تمثل ال�ط�ائ�رات ب�دون طيار �أح�د أ�ه�م‬
                                         ‫أ�م�ن�ه�ا وا��س�ت�ق�راره�ا ال��داخ��ل��ي‪ ،‬إ�لا �أن‬            ‫و أ�خ�ط�ر اخ�رتاع�ات ه�ذا الع�صر (((‪ ،‬وقد‬
                                         ‫مخ�اط�ر ه�ذه الج�م�اع�ات لا ت��زال قائمة‬                      ‫�شهدت ال�ساحة الدولية خ�الل ال�سنوات‬
                                         ‫على حدود الكثير من تلك ال�دول ب�سبب‬                           ‫ال�ع���ش�ر الم�ا��ض�ي�ة ت�زاي�د م���ض�ط�رد ل�ع�دد‬
                                         ‫وجودها في البلدان المجاورة‪ ،‬فانت�شار تلك‬                      ‫ال��دول الم�ن�ت�ج�ة ل�ه�ا ب�شكل �أك��د أ�هميتها‬
                                         ‫الجماعات في ليبيا يمثل تهديداً حقيقياً‬                        ‫و�أن��ذر بم�خ�اط�ر ا��س�ت�خ�دام�ه�ا ع���س�ك�ري�اً‪،‬‬
                                         ‫ل�ل أ�م�ن ال�ق�وم�ي الم���ص�ري وف�ق�اً لم�ا ق�رره‬             ‫وواك�ب هذا التزايد انت�شاراً غير م�سبوق‬
                                         ‫مجل�س الأم�ن القومي الم�صري و أ�علنته‬                         ‫للجماعات الإرهابية الم�سلحة‪ ،‬لا �سيما في‬
                                         ‫وزارة الخارجية الم�صرية (((‪ ،‬وا ألم�ر ذاته‬                    ‫المنطقة العربية بعد انهيار عدد من الدول‬
                                         ‫في اليمن حيث يمثل انت�شار الجماعات‬                            ‫و�سيطرة ا إلرهابيين على م�ساحات �شا�سعة‬
                                         ‫الإره�اب�ي�ة الم�سلحة في ا ألرا��ض�ي اليمنية‬                  ‫م�ن أ�را��ض�ي�ه�ا‪ ،‬و أ���ص�ب�ح�وا ي���س�ت�خ�دم�وا‬
                                         ‫خ�ط�راً حقيقياً على الأم��ن ا إلقليمي في‬                      ‫تكتيكات و�أن�ظ�م�ة ح�رب م�ت�ط�ورة جعلت‬
                                                                                                       ‫منهم ال�ت�ه�دي�د ا ألك�ب�ر ل�ل���س�الم وا ألم��ن‬
                                                   ‫منطقة الخليج العربي (((‪.‬‬
                                                                                                                             ‫العربي (((‪.‬‬
                                         ‫ومن المتوقع أ�ن ت�شهد ال�سنوات المقبلة‬
                                         ‫تزايداً مطرداً في عدد ال�ضربات الموجهة‬                        ‫‪-1‬تع��رف الطائ��رات ب��دون طي��ار ب أ�نه��ا �أي ج�س��م يمكن��ه‬
                                         ‫ل�ل��إره��اب ب�ا��س�ت�خ�دام ال�ط�ائ�رات ب�دون‬                 ‫الط�ي�ران بدون طيار‪ ،‬دون الات�ص��ال بالغير‪ ،‬با�ستخدام‬
                                         ‫ط�ي�ار‪ ،‬ب�سبب ق�درة ه�ذه ال�ط�ائ�رات على‬                      ‫أ�ي م��ن �أنواع تقنيات‪ ،‬و�أي��ا كان �شكله �أو حجمه‪ ،‬ويمكن‬
                                                                                                       ‫تحميل��ة ب أ�حم��ال �إ�ضافية‪� ،‬سواء كان��ت �أجهزة �أو معدات‬
                                         ‫‪-3‬انعق��د مجل���س ا ألم��ن القومي الم�صري ي��وم الخمي�س‬      ‫أ�و أ�نظم��ة ت�سلي��ح أ�و ذخائر أ�و مفرقع��ات‪� ،‬أو غيرها مما‬
                                         ‫المواف��ق الثاني من يناي��ر و أ�قر التهدي��دات التي تواجه‬     ‫يمث��ل تهدي��داً ل ألم��ن القوم��ي للب�ل�اد‪ ،‬ويت��م ت�شغيله‬
                                         ‫ا ألم��ن القوم��ي الم�ص��ري ب�سب��ب انت�ش��ار الجماع��ات‬      ‫والتحك��م في��ه ع��ن بع��د‪� .‬أنظ��ر ق��رار رئي���س مجل���س‬
                                         ‫ا إلرهابي��ة الم�سلح��ة في ليبي��ا‪ ،‬والتدخ�ل�ات الع�سكري��ة‬   ‫ال��وزراء الم�صري رقم ‪ 941‬ل�سنة ‪ 2018‬ب�ش أ�ن اللائحة‬
                                         ‫الخارجي��ة في الأرا�ضي الليبي��ة واتخذ المجل�س عدد من‬         ‫التنفيذي��ة لقان��ون تنظي��م ا�ستخ��دام الطائ��رات بدون‬
                                                                                                       ‫طي��ار رق��م ‪ 216‬ل�سن��ة ‪ ،2017‬الجري��دة الر�سمي��ة‬
                                                         ‫ا إلجراءات لمواجهة هذا التهديد‪.‬‬               ‫لجهوري��ة م�ص��ر العربية‪ ،‬العدد ‪ 19‬مك��رر (د) ال�صادر‬

                                         ‫‪https://arabic.cnn.com/middle-east/arti-‬‬                            ‫في ‪ 15‬مايو ‪ ،2018‬ال�سنة الحادية وال�ستون‪.‬‬
                                                                                                       ‫‪ -2‬التقري��ر ال�سن��وي ال�ساد���س للمق��رر الخا���ص المعن��ي‬
                                         ‫‪cle/2020/01/02/egypt-turkey-libya-turkish-troops‬‬              ‫بتعزي��ز وحماي��ة حق��وق الإن�س��ان وحريات��ه الأ�سا�سية‬
                                                                                                       ‫في �سي��اق مكافحة ا إلره��اب‪ ،‬وثائ��ق الأمم المتحدة ‪A/‬‬
                                         ‫‪-4‬د‪ .‬محم��د ح�س��ن القا�ض��ي‪ ،‬ال��دور الإي��راني في اليم��ن‬
                                         ‫وانعكا�ساته على ا ألمن الإقليمي‪ ،‬مركز الخليج العربي‬                             ‫‪� ،61/HRC/34‬صفحة‪4‬‬

                                                   ‫للدرا�سات ا إليرانية‪ ،‬بدون تاريخ‪� ،‬ص‪97‬‬

‫‪83‬‬
         ‫د‪� .‬أحمد ح�سن فولي‬
   79   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89