Page 40 - مجلة الدراسات القضائية
P. 40

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫وت�ك�م�ن �أه�م�ي�ة ال�درا��س�ة في أ�ن�ه�ا‬                                ‫مقدمة‪:‬‬
                                   ‫تعالج بع�ض الم�و��ض�وع�ات الج�دي�دة التي‬
                                   ‫واك�ب�ت ظ�ه�ور ع�ق�ود ال�ط�اق�ة الم�ت�ج�ددة‪،‬‬      ‫ي�شهد الع�صر الحديث �أزمات كبرى‬
                                   ‫وب�زوغ مبادئ قانونية مبتكرة ومثيرة في‬             ‫في الطاقة‪ ،‬والتي تعتبر من أ�هم الم�شكلات‬
                                   ‫القانون المقارن للتغلب على أ�وجه الق�صور‬          ‫ال�ت�ي واج�ه�ت ا إلن���س�ان علي م�ر ال�ت�اري�خ‪،‬‬
                                   ‫في ال�ن�ظ�ام ال�ق�ان�وني الح��الي‪ ،‬وتتفق مع‬       ‫��ُش�ن�ت ب�سببها ح��روب‪ ،‬وع�ق�دت ب�ش�أنها‬
                                   ‫روح ه�ذه التكنولوجيا الج�دي�دة‪ .‬وبرغم‬             ‫م�ع�اه�دات‪ .‬وب�رغ�م �سيادة النفط لم�صادر‬
                                   ‫�أهميتها لم يعالجها الم�شرع العربي ب�صورة‬         ‫الطاقة في ع�صرنا الحالي‪ ،‬إ�لا أ�ن الإن�سان‬
                                   ‫ك�اف�ي�ة‪ ،‬ك�م�ا ت�وج�د ن��درة في ال�درا��س�ات‬     ‫تعرف على م�صادر الطاقة المتجددة ك�أ�شعة‬
                                                                                     ‫ال�شم�س وال�ري�اح‪ ،‬وتعامل معها وا�ستفاد‬
                                               ‫القانونية التي تتناولها‪.‬‬              ‫منها؛ فتعددت تطبيقاتها وتطورت عبر‬
                                                ‫• م�شكلة الدرا�سة‪:‬‬                   ‫الع�صور لتواكب تطور حاجات ا إلن�سان(‪.)1‬‬

                                   ‫ت�ث�ري ال�ط�اق�ة الم�ت�ج�ددة ع�دة م�شكلات‬                ‫• �أهمية مو�ضوع الدرا�سة‪:‬‬
                                   ‫م�ستحدثة ب�ش�أن‪ :‬مفهومها وم�صادرها‪،‬‬
                                   ‫وال�ط�ب�ي�ع�ة ال�ق�ان�ون�ي�ة لم��وارده��ا والح�ق‬  ‫تعتبر الطاقة المتجددة هى الم�ستقبل‬
                                   ‫في تملكها و إ�ن�ت�اج�ه�ا ون�ق�ل�ه�ا وتخزينها‬      ‫ال��واع��د لإن��ت��اج ط��اق��ة ع�ال�ي�ة الج��ودة‬
                                   ‫وتوزيعها وت�صديرها؛ وتطبيق الحوافز‬                ‫البيئية ولا ت�ن���ض�ب(‪ ،)2‬و��س�د النق�ص في‬
                                   ‫الاق�ت���ص�ادي�ة لج�ذب الا��س�ت�ث�م�ارات ودع�م‬    ‫�إنتاج الطاقة‪ ،‬وت أ�مين م�صادرها‪ ،‬وتقليل‬
                                   ‫م���ش�روع�ات�ه�ا؛ وال�ع�ق�ود ال�ت�ي تحتاجها؛‬      ‫أ���س�ع�اره�ا‪ ،‬وت�وف�ري ف�ر��ص ع�م�ل ج�دي�دة‪،‬‬
                                   ‫وم�اه�ي�ت�ه�ا و�أن�واع�ه�ا‪ ،‬وم�ا تت�ضمنه من‬       ‫وج�ل�ب ال��ث�روات مم�ا ي���س�ه�م في ازده��ار‬
                                   ‫��ش�روط خا�صة تنظم ح�ق�وق وال�ت�زام�ات‬            ‫الاق�ت���ص�اد وت�ق�دم الم�ج�ت�م�ع�ات‪ ،‬وتحقيق‬
                                   ‫�أطرافها‪ ،‬وما تفر�ضه من قيود تعاقدية‬
                                   ‫ت�ه�دف �إلى ك�ف�اءة وف�ع�ال�ي�ة م���ش�روع�ات‬        ‫الأهداف ا إلنمائية ل أللفية الجديدة‪.‬‬
                                   ‫الطاقة المتجددة‪ ،‬وهو الأمر الذي يقت�ضي‬
                                   ‫عر�ض الجديد في القانون المقارن لمواجهة‬            ‫‪-1‬لمزيد من التفا�صيل راجع‪ :‬د‪ .‬محمد م�صطفى الخياط‪،‬‬
                                   ‫ه��ذه ال�ت�ح�دي�ات‪ ،‬وو��ض�ع �إط���ار ق�ان�وني‬     ‫الطاقة البديلة وت أ�مين م�صادر الطاقة‪ ،‬م ؤ�تمر البترول‬
                                   ‫ع�صريطويلا ألجليتواءممعخ�صو�صية‬                   ‫والطاقة «هموم عالم واهتمامات أ�مة»‪ ،‬المنعقد في الفترة‬
                                                                                     ‫من ‪� 3 - 2‬إبريل ‪ 2008‬بكلية الحقوق‪ ،‬جامعة المن�صورة‪،‬‬

                                                                                                                 ‫�ص ‪ 2‬وما بعدها‪.‬‬

                                                                                     ‫‪2- See, e.g.,: Sophia Douglass Pfeiffer: Ancient‬‬
                                                                                       ‫‪Lights, Legal Protection of Access to Solar‬‬
                                                                                       ‫‪Energy, 68 A.B.A. J., 1982, p. 288 et s.‬‬

‫‪45‬‬

         ‫الدكتور ‪� /‬سمير حامد عبدالعزيز الجمال‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45