Page 9 - مجلة الدراسات القضائية
P. 9

‫معهد التدريب الق�ضائي‬  ‫لما لها من �أثر خطير على مالية الدولة‪،‬‬                                                 ‫المبحث الاول‬
                       ‫وع�ل�ى ط�اق�ت�ه�ا الاق�ت���ص�ادي�ة‪ ،‬ون�ظ�ام�ه�ا‬                                  ‫التهرب من المنظور الإ�سلامى‬
                       ‫الاج�ت�م�اع�ى‪ ،‬لأن ع�دم دخ��ول الح�صيلة‬
                       ‫لخ�زان�ة ب�ي�ت الم���ال‪ ،‬يت�رت�ب ع�ل�ي�ه عجز‬                                 ‫إ�ذا كانت غاية النظام ا إل�سلامى تحقيق‬
                       ‫الدولة عن ا إلنفاق على م�صارفها العامة‪،‬‬                                      ‫المقا�صد ال�شرعية الخم�سة ال�ت�ى تتمثل‬
                       ‫والحيوية‪ ،‬وال�ضرورية‪ ،‬للفرد والجماعة؛‬                                        ‫فى المحافظة على الدين‪ ،‬والنف�س‪ ،‬والمال‪،‬‬
                       ‫ع�ل��اوة ع�ل�ى �إه����دار ح��ق��وق ال��ف��ق��راء‪،‬‬                            ‫وال�ع�ر��ض‪ ،‬وال�ع�ق�ل‪ ،‬ف���إن غ�اي�ة ال�ن�ظ�ام‬
                       ‫والم���س�اك�ين ال�ذي�ن أ�ق��ر ل�ه�م ال���ش�ارع حقاً‬                          ‫الاقت�صادى هو تحرير النا�س من العوز‬
                                                                                                    ‫والح�اج�ة بق�ضاء حاجاتهم الم�ت�ع�ددة‪ ،‬فى‬
                                 ‫معلوماً فى أ�موال الأغنياء‪.‬‬                                        ‫ظ�ل ن��درة الم��وارد الم�ت�اح�ة‪ ،‬وه��ذا ه�و لب‬

                       ‫مع �ضرورة التنبيه �إلى أ�ن الإلتزام ب�أداء‬                                                  ‫الم�شكلة الاقت�صادية‪.‬‬
                              ‫التكاليف المالية ي�صيب ا إلن�سان‬
                                                                                                    ‫م�ن هنا ك�ان لكثير م�ن العلماء هدفاً‬
                       ‫ف�ى ��ش�ىء ع�زي�ز ع�ل�ي�ه‪ ،‬وه�و الم�ال } َل� ْن‬                              ‫وا�ضحاً �أولا وهو العمل على تقديم نموذج‬
                       ‫َت َنا ُلوا ا ْل�ِب�رِ َّ َح َّتى ُت ْن ِف ُقوا مِ َّا تحُ ِ ُّبو َن َو َما‬  ‫لمجتمع إ��سلامى متطور‪ ،‬وعادل‪،‬ولنجاح‬
                       ‫ُت ْن ِف ُقوا ِم� ْن �َش ْي ٍء َف��إِ َّن الهَّ َ ِب� ِه َع ِلي ٌم { �آل‬     ‫ال��ن��ظ��ام الاق��ت�����ص��ادى ا إل���س�ل�ام��ى ف�ى‬
                                                                                                    ‫تح�ق�ي�ق غ�اي�ت�ه‪ ،‬ك�ان لاب�د م�ن الت�صدى‬
                                             ‫عمران‪. 92‬‬                                              ‫لم�شكلة التهرب من �أداء التكاليف المالية‬
                                                                                                    ‫ا إل���س�ل�ام��ي��ة‪ ،‬ل��ذا ت���ض�م�ن�ت ال���ش�ري�ع�ة‬
                       ‫م�ن ه�ن�ا �أر��س�ت ال�شريعة ا إل��س�الم�ي�ة‪،‬‬                                 ‫ا إل�سلامية تحديداً للجرائم التى تعتبر‬
                       ‫ح�ل�ول ًا ذات��ي��ة‪ ،‬و إ�داري����ة‪ ،‬ف�ى م�ع�الج�ت�ه�ا‬                        ‫ع�دوان على المقا�صد ال�شرعية الخم�سة‪،‬‬
                       ‫لظواهر التهرب‪ ،‬وا�ستطاعت علاج نق�ص‬                                           ‫ور�صد لمن يرتكبها العقوبة التى تتنا�سب‬
                       ‫فعالية ا أل�ساليب ا إلداري�ة بوا�سطة حلول‬
                       ‫ذات�ي�ة‪ ،‬محلها ال��ذات ال�ب���ش�ري�ة الم� ؤ�م�ن�ة‪،‬‬                                       ‫والخطر الناجم عنها(((‪.‬‬
                       ‫وم�صدرها التم�سك بالعقيدة‪ ،‬وظاهرها‬
                       ‫ا إليم�ان‪ ،‬والتقوى‪ ،‬وال�صلاح‪ ،‬و�ضمانها؛‬                                      ‫ي�ع�د ال�ت�ه�رب ظ�اه�رة خ�ط�يرة ي�ح�اول‬
                       ‫ال���وازع ال�دي�ن�ى ب�الخ�وف م�ن الله‪ ،‬قبل‬                                   ‫بوا�سطتها المكلف ال�ذى يجب عليه دفع‬
                                                                                                    ‫الزكاة الإف�الت من دفعها كليا أ�و جزئيا‪.‬‬
                                     ‫الخوف من ال�سلطان‪.‬‬                                             ‫لذا ُع ّدت جريمة التهرب جريمة خطيرة‪،‬‬

                       ‫م��ن ه�ن�ا ي���س�ارع الم�ك�ل�ف�ون �إلى �أداء‬                                 ‫‪-1‬د‪ /‬ال�شحات �إب�راه�ي�م محمد من�صور‪ :‬النظريات‬
                       ‫ال��ف��رائ�����ض‪ ،‬ط��اع��ة‪ ،‬وا��س�ت�ج�اب�ة‪ ،‬ف�ه�ى‬                                      ‫العامة فى الفكر الإ�سلامى ‪� -‬ص‪.8-‬‬

‫‪17‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬هيثم محمد حرمي �شريف‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14