Page 73 - مجلة الدراسات القضائية
P. 73

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬  ‫ج�دي�دة‪ .‬و إ�ن كانت التق�سيمات المختلفة‬                ‫ف أ��سماه بالحريات الجماعية‪ ،‬مثل حرية‬
                                   ‫التي �أث�ريت من قبل الفقه تتداخل فيما‬                  ‫الم��ظ��اه��رات‪ ،‬والا���ش�ت�راك في الج�م�ع�ي�ات‬
                                   ‫بع�ضها وتتلاقى في �أج�زاء منها‪� ،‬إلا أ�نه‬              ‫وح�ري�ة الاج�ت�م�اع أ�م��ا ال�ث�ال�ث ف� أ�ط�ل�ق‬
                                   ‫تم تف�ضيل التق�سيم ال�ث�لاث�ي للحرية‬                   ‫ع�ل�ي�ه ا��س�م الح�ري�ات ال�ف�ك�ري�ة‪ ،‬ويق�صد‬
                                   ‫الذي جاء على �أ�سا�س الحريات الأ�سا�سية‬                ‫ب�ه�ا ح�ري�ة ال��ر أ�ي وال���ص�ح�اف�ة والح�ري�ة‬
                                   ‫(الحرية ال�شخ�صية) والحريات الفكرية؛‬                   ‫الدينية وال�ع�ق�ي�دة وح�ري�ة التعليم‪� ،‬أم�ا‬
                                   ‫أ�ي م�ا ي�ت�ع�ل�ق ب����إرادة ا إلن���س�ان وق�درت�ه‬     ‫ال�راب�ع والاخي�ر فهو الح�ق�وق والح�ري�ات‬
                                   ‫الفكرية‪ ،‬وك�ذل�ك الح�ري�ات الاقت�صادية‬                 ‫الاقت�صادية والاجتماعية ويق�صد بها حق‬
                                   ‫والتجارية وال�صناعية‪ ،‬باعتبار ذلك �أقرب‬                ‫العمل وحرية العمل وحق الملكية وحرية‬
                                   ‫إ�لى مبادئ الحقوق والحريات في القانون‬                  ‫ال�صناعة والتجارة‪ (((.‬وهناك أ�ي�ضاً ممن‬
                                   ‫الفرن�سي و إ�علان حقوق الإن�سان والمواطن‬               ‫ق�سم الح�ري�ات �إلى أ�رب�ع مجموعات كما‬
                                   ‫الفرن�سي لعام ‪ .1789‬وكذلك ما ج�اء في‬                   ‫ه�و الدكتور ماجد الحلو وه�ي الحريات‬
                                   ‫ميثاق الامم المتحدة �سنة ‪ 1945‬وا إلعلان‬                ‫الج�سمانية‪ ،‬والحريات الفكرية‪ ،‬والحريات‬
                                   ‫ال�ع�الم�ي لح�ق�وق ا إلن���س�ان ‪ 1948‬و��س�ارت‬
                                   ‫على نهجه غالبية الد�ساتير والقوانين‬                      ‫الاقت�صادية والحريات الاجتماعية‪(((.‬‬
                                   ‫الدولية عند تبويبها للحقوق والحريات‬
                                   ‫ا أل�سا�سية‪ ،‬وه�ي الح�ري�ات المدنية والتي‬              ‫وهنالك من ذهب إ�لى ت�صنيف الحريات‬
                                   ‫ت�شمل الفئة الأولى من الحريات المتعلقة‬                 ‫إ�لى ت�صنيف �سدا�سي وت�شمل‪ ،‬الحريات من‬
                                   ‫ب��ا ألف��راد م�ن ال�ن�اح�ي�ة الم�ادي�ة والم�ع�ن�وي�ة‬  ‫حيث م�دى الت�صاقها بالإن�سان(الحرية‬
                                   ‫(الح�ري�ة ال���ش�خ���ص�ي�ة) وه��ي الح�ري�ة في‬          ‫ال�شخ�صية)‪ ،‬وال�ث�اني إ�لى ح�ق�وق �سلبية‬
                                   ‫الأمن وال�سلامة البدنية‪ ،‬وحرية التنقل‬                  ‫و إ�ي�ج�اب�ي�ة‪ ،‬وال�ث�ال�ث إ�لى م���س�اواة وحرية‬
                                   ‫وح�رم�ة الح�ي�اة الخ�ا��ص�ة �أي م�ا يتعلق‬              ‫فردية‪ ،‬والرابع يعود �إلى طبيعة الم�صلحة‬
                                   ‫ب�� أ�م��ن م���س�ك�ن�ه وم�را��سل�ات�ه و�أح�ادي�ث�ه‬     ‫التي يحققها‪ ،‬والخام�س يعود إ�لى �أثرها‬
                                   ‫ال�شخ�صية(((‪ .‬والباحث يرى أ�ن الحريات‬                  ‫على ن�شاط الحكام‪ ،‬أ�ما ال�ساد�س يعود �إلى‬
                                   ‫ال�شخ�صية هي الل�صيقة ب�شخ�ص الإن�سان‬                  ‫واقعالتطور إ�لىحرياتتقليدية‪،‬وحريات‬

                                   ‫‪-3‬د‪.‬طارق �صديق‪ ،‬حماية الحرية ال�شخ�صية‪ ،‬مرجع‬          ‫‪-1‬د‪ .‬عبد الغني عبدالله الب�سيوني‪،‬النظم ال�سيا�سية‬
                                                           ‫�سابق‪�،‬ص‪.40-39‬‬                 ‫والقانون الد�ستوري‪ ،‬دار المعا�صرة‪ ،‬الا�سكندرية‪،‬‬

                                                                                                                ‫‪� ،1985‬ص‪.386-385‬‬
                                                                                          ‫‪-2‬د‪ .‬م�اج�د راغ��ب الح�ل�و‪،‬ال�ق�ان�ون ال�د��س�ت�وري‪ ،‬دار‬
                                                                                           ‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الا�سكندرية‪� ،1986،‬ص‪.391‬‬

‫‪71‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬محمد عبدالله �أحمد ال�شوابكة‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78