Page 40 - مجلة الدراسات القضائية
P. 40

‫بن�ص �صريح في الد�ستور‪ .‬كما �أن ال�سلطة‬              ‫تتمثل في مخالفة �إج�راءات �سن و�إ�صدار‬             ‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬
‫التنفيذية تتولى مهمة تنفيذ الت�شريع‬                  ‫الت�شريع لما ن�ص عليه الد�ستور‪ ،‬و�أخ�رى‬
‫ولا يجوز لها أ�ن تتدخل في عملية الت�شريع‬             ‫مو�ضوعية تتمثل في مخالفة الت�شريع من‬
‫إ�لا بن�ص �صريح في الد�ستور‪ ،‬ف إ�ذا تجاوزت‬           ‫حيث م�ضمونه �أو فحواه لأحكام الد�ستور‪،‬‬
‫ال�سلطة الت�شريعية أ�و التنفيذية ‪ -‬فيما‬
‫يتعلق بعملية الت�شريع ‪� -‬أحكام وقواعد‬                           ‫وذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫الاخ�ت���ص�ا��ص ال��د���س��ت��وري ك��ان ع�م�ل�ه�ا‬
‫م�شوباً بعدم الد�ستورية لتوافر عيب عدم‬               ‫أ�ول ًا‪ :‬العيـ��وب الد�ستوري��ة ال�شكلي��ة �أو‬
                                                                              ‫الخارجية‬
                   ‫الاخت�صا�ص(((‪.‬‬
                                                     ‫تتج�سد عيوب الد�ستورية ال�شكلية في‬
‫ومن المعلوم �أن دول�ة الإم�ارات العربية‬              ‫ع�دم ات�ب�اع ق�واع�د الاخت�صا�ص وال�ولاي�ة‬
‫الم�ت�ح�دة ‪ -‬ك�م�ا �أ��س�ل�ف�ن�ا ‪ -‬دول��ة اتح�ادي�ة‬  ‫في المجال الد�ستوري‪ ،‬ف�لا ًض عن مخالفة‬
‫أ�و ف�ي�درال�ي�ة‪ ،‬م�ك�ون�ة م�ن �إم��ارات تملك‬        ‫قواعد ال�شكل وا إلج�راءات التي يتطلبها‬
‫ك�ان منها اخت�صا�صات ت�شريعية محلية‪،‬‬                 ‫ال�د��س�ت�ور ل���ص�ح�ة ال�ت���ش�ري�ع�ات‪ ،‬وه��و ما‬
‫ف�لا ًض ع�ن وج�ود �سلطة اتح�ادي�ة مكونة‬
‫بفعل الاتحاد تمار�س هي ا ألخرى وظيفة‬                       ‫نتناوله تباعاً على النحو التالي‪:‬‬
‫ت�شريعية‪ ،‬وق�د ت�ع�ت�دي �سلطة ع�ل�ى حق‬
‫��س�ل�ط�ة �أخ���رى في مم�ار��س�ة اخ�ت���ص�ا��ص‬                   ‫‪ -1‬عيب عدم الاخت�صا�ص‬
‫ت�شريعي م�ع�ني‪ ،‬ف�ف�ي الح��الات ال�سابقة‬
‫و�أ��ش�ب�اه�ه�ا ي�ك�ون ال�ق�ان�ون غ�ري د�ستوري‬       ‫ُيق�صد بعيب عدم الاخت�صا�ص ‪ -‬بالمعنى‬
                                                     ‫ال�وا��س�ع ‪ -‬ان�ت�ه�اك ومخ�ال�ف�ة ال�ق�واع�د‬
   ‫لمخالفته لقواعد الاخت�صا�ص المقررة‪.‬‬               ‫الم�ح�ددة لاخ�ت���ص�ا��ص ال���س�ل�ط�ة �صاحبة‬
                                                     ‫الت�صرف‪ .‬وف�ى الم�ج�ال ال�د��س�ت�وري حيث‬
‫ك�م�ا �أن ع�م�ل�ي�ة ال�ت���ش�ري�ع الاتح���ادي‬        ‫تجد الاخت�صا�صات الد�ستورية م�صدرها‬
‫ت�رتك�ز ‪ -‬ط�ب�ق�اً للد�ستور ‪ -‬ب�ي�د المجل�س‬          ‫في �صلب الد�ستور‪ ،‬ف�إن فكرة الاخت�صا�ص‬
‫ا ألع�ل�ى ل�التح�اد ال��ذي ت�ك�ون ل�ه الكلمة‬         ‫ت�ع�ن�ى �ألا ي�ب�ا��ش�ر الاخ�ت���ص�ا��ص �إلا من‬
‫العليا في هذا ال�ش�أن(((‪ ،‬فهو يملك رف�ض‬              ‫الج�ه�ة ال�ت�ي ح�دده�ا الد�ستور لممار�سته‪.‬‬
                                                     ‫وط�ب�ق�اً ل�ذل�ك ف��إن ال�سلطة الت�شريعية‬
‫‪-1‬د‪� .‬شعبان أ�حمد رم�ضان‪� :‬ضوابط و أ�ث�ار الرقابة‬   ‫ُتعد ال�سلطة المخت�صة بعملية الت�شريع‬
 ‫على د�ستورية القوانين‪ ،‬المرجع ال�سابق‪� ،‬ص‪.354‬‬       ‫‪ -‬أ�ي �سن ال�ق�وان�ني المختلفة ‪ -‬بحيث لا‬
                                                     ‫ي�ج�وز ل�ه�ا ت�ف�وي���ض غ�ريه�ا في ذل��ك إ�لا‬
‫‪-2‬تن�ص المادة (‪ )2/110‬من الد�ستور على �أنه‪" :‬ي�صبح‬

‫‪ 38‬الدعوى الد�ستورية في النظام الد�ستوري ا إلماراتي "درا�سة مقارنة"‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45