Page 39 - مجلة الدراسات القضائية
P. 39
معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية المطلب ا ألول يعد أ�مراً جوهرياً يدل على الجدية التي
أ�وجـه الطعن بعدم الد�ستورية يجب أ�ن تتميز بها الدعاوى الد�ستورية،
حماية لقرينة الد�ستورية المقررة لم�صلحة
ُيق�َصد ب أ�وجه عدم الد�ستورية العيوب القوانين واللوائح((( ،كما أ�نه ي�ساعد على
التي ت�صيب الن�ص ال�وارد في القانون �أو التعريف بمو�ضوع ال�دع�وى و أ��سانيدها
ال�الئ�ح�ة فتجعله م�ت�ع�ار��ض�اً م�ع أ�ح�ك�ام ت�ع�ري�ف�اً واف��ي��اً ي�ن�ف�ى ع�ن�ه�ا ال�غ�م�و��ض
الد�ستور ،وه�ذه العيوب أ�و تلك ا ألوج�ه والج��ه��ال��ة مم��ا ي�ج�ع�ل�ه�ا غ�ي�ر م���ش�وب�ة
ق�د ت�ك�ون �شكلية وق�د ت�ك�ون مو�ضوعية، بالتجهيل من ناحية ،ويمُ ِّكن ذوى ال�ش�أن
حيث تت�ضمن الد�ساتير عدداً من القيود في ال��دع��وى م�ن ال��وق��وف ع�ل�ى حقيقة
ال�شكلية والمو�ضوعية التي يتعين احترامها الطعن و�أ�سبابه و إ�بداء ما يرونه من دفاع
والتقيد بها من جانب الت�شريعات المختلفة ب�ش أ�نه من ناحية أ�خرى .ف�لا ًض عن تمكين
-قوانين كانت �أم لوائح -فالد�ستور يبين الم�ح�ك�م�ة الاتح��ادي��ة ال�ع�ل�ي�ا م�ن تح�دي�د
ا إلج���راءات الل�ازم�ة لاق�ت�راح الت�شريع ن�ط�اق ال�دع�وى ال�د��س�ت�وري�ة الم�ط�روح�ة
و�إق��راره و إ���ص�داره ،كما يحدد ال�سلطات عليها ،وتح�دي�ده�ا للم�سائل الد�ستورية
الم�خ�ت���ص�ة ب���س�ن ت�ل�ك ال�ت���ش�ري�ع�ات .كما
ي�ضع قيوداً مو�ضوعية أ�وجب على الم�شرع والقانونية المثارة والف�صل فيها.
مراعاتها حال تنظيمه للحقوق والحريات
العامة ،ف�لا ًض عن �ضرورة عدم انحراف المبحث الثاني
الم���ش�رع في ا�ستعمال �سلطته الت�شريعية أ�وجـه الطعن بعدم الد�ستورية
ب��أن ي�ستهدف غر�ض آ�خ�ر غ�ري الم�صلحة
والحكم ال�صادر فيه
العامة(((.
ن�ت�ن�اول في ه�ذا الم�ب�ح�ث أ�وج��ه الطعن
وفي ��ض�وء م�ا ت�ق�دم فيمكن رد المثالب بعدم الد�ستورية -ال�شكلية والمو�ضوعية -
ال�ت�ي ق�د تعتور الت�شريع وتجعله محل ًا في مطلب أ�ول ،ثم نعر�ض في مطلب ثان
للحكم بعدم الد�ستورية �إلى مثالب �شكلية للحكم ال�صادر في الدعوى الد�ستورية من
حيث حجيته والنطاق الزمنى لتنفيذه.
-2يراجع :
-1ي�راج�ع ح��ول ه��ذا الم�و��ض�وع :د�� .ش�ع�ب�ان �أح�م�د
D. Rousseau, Droit du contentieux رم���ض�ان�� :ض�واب�ط و�آث��ار ال�رق�اب�ة ع�ل�ى د�ستورية
constitutionnel, 7e éd, Montchrestien القوانين "درا�سة مقارنة" ،دار النه�ضة العربية،
2006, pp.137 et s.
طبعة �سنة � ،2000ص.537-522
37
الدكتور /وليد محمد عبا�س