Page 97 - مجلة الدراسات القضائية
P. 97

‫معهد التدريب الق�ضائي‬  ‫�إل��ت��زام ال�ك�ف�ي�ل بالتغطية م�ستقلا عن‬                                   ‫مقدمة‬
                       ‫ال�ت�زام�ه ب�دف�ع ال�دي�ون المكفولة في حالة‬
                                                                            ‫‪ -1‬تحديد مو�ضوع البحث و�أهميته‪ :‬يدور‬
                                ‫عدم قيام المدين بالوفاء بها‪.‬‬                ‫ه�ذا البحث ح�ول مح�اول�ة ت�ق�ديم نظرة‬
                                                                            ‫جديدة لال�ت�زام الم��ؤم�ن في عقد الت أ�مين‪.‬‬
                       ‫‪ -3‬وه�ذا التمييز ال�ذي أ�ج�راه ا أل�ستاذ‬             ‫وت�ب�د�أ ه�ذه ال�ن�ظ�رة م�ن ا�ستلهام تحليل‬
                       ‫م�ولي‪ ،‬في نطاق عقد الكفالة‪ ،‬كان محلا‬                 ‫الالتزام بال�ضمان في عقد الكفالة‪ ،‬ونقل‬
                       ‫لآراء مخ�ت�ل�ف�ة‪ ،‬بع�ضها ر أ�ت م�د نطاقه‬             ‫ه�ذا التحليل على م�ستوى عقد الت أ�مين‬
                       ‫إ�لى م��ا ه��و أ�ب��ع��د م��ن ت�غ�ط�ي�ة ال�دي�ون‬     ‫ب�صفة عامة‪ ،‬و أ�خيرا تطبيق هذه النظرة‬
                       ‫الم�ستقبلة‪ ،‬و�إلى ع�ق�ود أ�خ��رى غ�ري عقد‬            ‫على عقد الت أ�مين ا إلجباري من الم�سئولية‬
                       ‫الكفالة(((‪ ،‬والبع�ض الآخر أ�نكر �أن يكون‬
                       ‫الالتزام بالتغطية التزاما بالمعنى الدقيق‬                      ‫المدنية عن حوادث ال�سيارات‪.‬‬
                       ‫لل�ال�ت�زام(((‪ .‬وم�ن ا آلراء ال�ت�ي ر أ�ت مد‬
                       ‫نطاق الالتزام بالتغطية‪ ،‬تلك الدرا�سات‬                ‫‪ -2‬في ر��س�ال�ت�ه الم�خ���ص���ص�ة ل�درا��س�ة‬
                       ‫ال�ت�ي كر�سته في ن�ط�اق ع�ق�د ال�ت� أ�م�ني(((‪.‬‬       ‫أ��سباب �إنق�ضاء عقد ال�ك�ف�ال�ة(((‪ ،‬اكت�شف‬
                       ‫وم��ن ت�ل�ك ال�درا��س�ات ن�ستلهم ال�ت���ص�ور‬         ‫الأ�ستاذ كري�ستيان مولي تمييزا ‪ -‬أ��صبح‬
                       ‫الح�دي�ث ال��ذي ن�ق�دم�ه في ه��ذا ال�ب�ح�ث‪،‬‬          ‫�شهيرا فيما بعد‪ -‬بين ا إللتزام بالتغطية‬
                       ‫ون�أمل من ورائه أ�ن يعالج الق�صور الموجود‬            ‫والإلتزام بالت�سوية‪ .‬ومع �أن هذا التمييز‬
                       ‫في التحليل التقليدي لالتزام الم�ؤمن‪ ،‬كما‬             ‫لم يكن أ��سا�سيا في ر��س�ال�ت�ه‪� ،‬إلا �أن�ه حل‬
                       ‫ن�أمل �أن يحقق ت أ�ثيرا في المفاهيم المرتبطة‬         ‫م���ش�ك�ل�ة ك�بي�رة ي���س�ب�ب�ه�ا إ�ن�ق���ض�اء عقد‬
                                                                            ‫الكفالة بالن�سبة للديون الم�ستقبلة‪ .‬وكان‬
                       ‫‪2- J. GHESTIN, Cause de l’engagement et validité‬‬    ‫الهدف من هذا التمييز هو حماية الكفيل‬
                         ‫‪du contrat, LGDJ, Paris, 2006, n°513 et s., p.334‬‬  ‫�أو ورثته على أ��سا�س عدم التزامه بتغطية‬
                         ‫‪et s.‬‬                                              ‫ال�دي�ون الم�ستقبلة إ�لا في ف�ت�رة مح�ددة‬
                                                                            ‫وتنتهي بنهاية أ�ج�ل معين‪ ،‬وال�ت�ي يمكن‬
                       ‫‪3- Sur une étude critique de cette obligation,‬‬      ‫تحديدها في حالة عدم وجود اتفاق‪� ،‬ضمنا‬
                         ‫‪voir : V. MAZEAUD, L'obligation de‬‬                 ‫أ�و من الظروف‪ .‬وعلى هذا النحو‪ ،‬ين�ش أ�‬
                         ‫‪couverture, IRJS Editions, Paris, 2010, préface‬‬
                         ‫‪P. JOURDAIN.‬‬                                       ‫‪1-Ch. MOULY, Les clauses d’extinction du‬‬
                                                                              ‫‪cautionnement, Litec, 1979, préface de M.‬‬
                       ‫‪4- Ch., par exemple, B. BEIGNER, Droit des‬‬            ‫‪CARBILLAC.‬‬
                         ‫‪assurances, PUF, 1999, L. MAYAUX, Rép.‬‬
                         ‫‪civ., Dalloz, 1999, Du même auteur, Rép. civ.,‬‬
                         ‫‪Dalloz, 2016, H. GROUTEL, F.LEDUC, Ph.‬‬
                         ‫‪PIERRE et M. ASSLELAIN, Traité du contrat‬‬
                         ‫‪d’assurance terrestre, Litec, 2008, préface G.‬‬
                         ‫‪DURRY.‬‬

‫‪105‬‬

         ‫الدكتور‪ /‬عابد فايد عبد الفتاح فايد‬
   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102