Page 58 - مجلة الدراسات القضائية
P. 58

‫معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية‬    ‫‪.Knowledge-based economies‬‬                             ‫تتوقف التنمية الاقت�صادية لأي دولة‬
                                   ‫حقوق الملكية الفكرية يمكن تعريفها‬                        ‫ع�ل�ى م���دي ت���ش�ج�ي�ع أ����ص��ح��اب الإب����داع‬
                                   ‫ب��أن��ه��ا ح��ق��وق ا���س��ت�ئ�ث�اري�ة ي�ت�م�ت�ع ب�ه�ا‬  ‫الفكري وتهيئة الو�سائل القانونية والمادية‬
                                   ‫ال�شخ�ص على إ�ب�داع�ات�ه الذهنية لفترة‬                   ‫التي تكفل لهم الطم�أنينة والا�ستقلال‬
                                   ‫زمنية محددة �إذا توافرت �شروط يحددها‬                     ‫في عملهم الخ��ل�اق‪ .‬فنه�ضة المجتمعات‬
                                   ‫ال�ق�ان�ون‪ .‬ويق�سمها ال�ف�ق�ه �إلى ق�سمين‬                ‫وتطورها تتوقف إ�لى حد كبير على درجة‬
                                   ‫ك�ب�يري�ن ه�م�ا الم�ل�ك�ي�ة الأدب��ي��ة وال�ف�ن�ي�ة‬      ‫إ�بداع مواطنيها من ذوي العقول الخلابة‬
                                   ‫والملكية ال�صناعية والتجارية‪ ،‬ويتفرع كل‬                  ‫في مج��ال ال�ع�ل�م و ا ألدب وال��ف��ن‪ .‬ول�ق�د‬
                                                                                            ‫�أظهرت تجارب ال�شعوب على مر الع�صور‬
                                     ‫ق�سم منهما بدوره إ�لى نوعيات فرعية‪.‬‬                    ‫�أن ت�شجيع ا إلنتاج الفكري وحمايته يمثل‬
                                   ‫فالق�سم ا ألول يتمثل في حق الم�ؤلف على‬                   ‫ع�ن���ص�را ه�ام�ا و�أ��س�ا��س�ي�ا ل�ك�ل ال�ت�ط�ورات‬
                                   ‫إ�نتاجه الذهني في مج�ال العلوم وا آلداب‬
                                   ‫والفنون‪� ،‬سواء ظهر العمل في �صورة كتاب‬                      ‫الاجتماعية و الاقت�صادية والثقافية‪.‬‬
                                   ‫�أو ق�صة �أو �شعر �أو نحت أ�و ر�سم �أو ت�صوير‬            ‫مع تقدم الفكر الب�شري وتعدد مجالات‬
                                   ‫أ�و ح�رك�ة �أو م�ا �شابه ذل�ك‪ .‬ي�ن�درج تحت‬               ‫البحث وال�ت�ط�وي�ر لم تعد ث��روات ا ألمم‬
                                   ‫هذا الق�سم �أي�ضا ما يطلق عليه الحقوق‬                    ‫ت�ق�ا���س بم�ا تم�ل�ك�ه م�ن الم��واد الأول��ي��ة أ�و‬
                                   ‫الم�ج�اورة لحق الم ؤ�لف والتي تن�صرف �إلى‬                ‫المنتجات ال�صناعية فح�سب و أ�نما أ��ضحى‬
                                   ‫حقوق فنانو الأداء (الم�� ؤ�دي�ن التنفيذيين‬               ‫ا إلن�ت�اج ال�ف�ك�ري ي�شكل عن�صرا ه�ام�ا في‬
                                   ‫م�ن الم�م�ث�ل�ين والم�و��س�ي�ق�ي�ين وال�راق���ص�ين‬       ‫ب�ن�اء الأمم و تقدمها لا يقل أ�همية عن‬
                                   ‫وغيرهم ممن يقومون بالتنفيذ العملي)‪،‬‬                      ‫ا إلنتاج المادي حتى �أ�صبحت درجة تقدم �أي‬
                                   ‫حقوق منتجو الت�سجيلات ال�صوتية) مثل‬                      ‫�شعب تقا�س بمقدار ما يبدعه أ�بنا ؤ�ه من‬
                                   ‫ت�سجيلات الأ�شرطة وا ألقرا�ص المدمجة)‬                    ‫�أف�ك�ار مبتكرة ور ؤ�ى ج�دي�دة(‪ .)1‬و أ��صبح‬
                                   ‫وح�ق�وق ال�ت�ن�ظ�ي�م�ات ال�ت�ي ت�ت�ولى ال�ب�ث‬            ‫الم�ع�ي�ار الح�اك�م لاق�ت���ص�ادي�ات ال���دول في‬
                                                                                            ‫الع�صر الح�دي�ث ه�و اقت�صاديات المعرفة‬
                                                           ‫الإذاعي‪.‬‬
                                   ‫أ�م��ا الق�سم ال�ث�اني ف�ي�ت�م�ث�ل في الملكية‬            ‫‪� -1‬سميحة القليوبي‪ ،‬الملكية ال�صناعية‪ ،‬الطبعة الخام�سة‪،‬‬
                                   ‫ال���ص�ن�اع�ي�ة وال�ت�ج�اري�ة وه��ي ت��رد على‬            ‫دار النه�ضة العربية‪ ،‬القاهرة‪� ،٢٠٠٥ ،‬ص ‪ ،١‬ح�سن البد‬
                                   ‫الاب��ت��ك��ارات الج��دي��دة (ك��الاخ��ت�راع��ات‬         ‫راوي‪ ،‬الملكية الفكرية وفر�ص النمو الاقت�صادي‪ ،‬ورقة‬
                                                                                            ‫عمل مقدمة إ�لى المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪،‬‬

                                                                                                                    ‫�صنعاء‪ ،‬مار�س ‪.2007‬‬

‫‪59‬‬

         ‫الدكتور ‪ /‬با�سم �أحمد عو�ض‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63