Page 36 - مجلة الدراسات القضائية
P. 36
معهد التدريب والدرا�سات الق�ضائية الفا�سدين فى ف�سادهم وا�ستغلال نفوذهم ف��إن ال�روت�ني ي�صبح مر�ضاً م�ن �أم�را��ض
لتحقيق مكا�سب �شخ�صية لهم. التنظيم(((.
ومما ي ؤ�دى إ�لى هذا ال�ضعف فى الرقابة وق�د ي�� ؤ�دى ه�ذا ال�روتي�ن إ�لى انت�شار
ان�صراف الهيئات الرقابية ،ب�صفتها هيئات ظاهرة ا�ستغلال النفوذ الوظيفى ،فمن
فنية م�ساعدة ،عن ممار�سة المهام الموكولة المعلوم �أن تعقيد إ�ج�راءات العمل الادارى
�إل�ي�ه�ا ،ولا��س� ّي�م�ا م�ا ت�ع�ل�ق م�ن�ه�ا ب��إج�راء وو���ض��ع ع�راق�ي�ل ل�ت�خ�ل�ي���ص الم�ع�امل�ات
تقييم مو�ضوعى لم�ستويات ا ألداء ،واتخاذ الإدارية ،أ�و تركز أ�غلب الم ؤ��س�سات ا إلدارية
هذا التقييم أ�داة لت�شجيع المباد أ�ة وتن�شيط ف�ى ال�ع�ا��ص�م�ة ،ي�ساعد ع�ل�ى ب�طء العمل
الادارى وازدي��اد ��ش�ك�اوى المتعاملين مع
الحوافز ورفع الكفاية الإنتاجية(((. الم� ؤ���س���س�ة ا إلداري���ة ،وق�د ي�سهم ذل�ك فى
لج�وء ه��ؤلاء المتعاملين إ�لى �سلوك طرق
المطلب الثانى غي�ر م���ش�روع�ة لتخلي�ص م�ع�ام�الت�ه�م،
العوامل الاقت�صادية كاللجوء إ�لى �أ�صحاب النفوذ ،بغية إ�نجاز
م�ع�ام�الت�ه�م ،وه�و م�ا يعنى ان�ت���ش�ار ه�ذه
ت� ؤ�ث�ر ال�ع�وام�ل الاقت�صادية ،ب�ال �شك،
فى ظهور الكثير من مظاهر الانحراف الظاهرة ال�سيئة.
ال�وظ�ي�ف�ى ،ف���ض�ع�ف روات���ب ال�ك�ث�ري من
الم�وظ�ف�ني ،م�ع ت�زاي�د ا أل��س�ع�ار ،ت�زي�د من (� )4ضعف الرقابة فى الم�ؤ�س�سة ا إلدارية
معاناتهم ،مما قد ي�ؤدى بالكثير منهم إ�لى
ا�ستغلال وظيفته فى تح�صيل ك�سب مالى لا �شك �أن وج�ود الرقابة ف�ى الم ؤ��س�سة
إ��ضافى له ،ولو كان بطرق غير م�شروعة. الإداري��ة �أم�ر ه�ام ل�سير ال�ع�م�ل داخ�ل�ه�ا،
���س��واء ك�ان�ت ه��ذه ال��رق��اب��ة م��ن ج�ان�ب
ومما قد يزيد الحافز لدى الموظف نحو ال�رئ�ي���س الادارى ،أ�و م�ن ج�ان�ب �سلطة
�سلوك مثل هذه ال�سبل غير الم�شروعة �أن رق�اب�ي�ة خ�ارج�ي�ة .وب�ال�ت�الى ف�� إ�ن �ضعف
ي�ج�د ت�ف�اوت�اً ك�ب�رياً ب�ني م�رت�ب�ه وم�رت�ب ه��ذه ال�رق�اب�ة ي�� ؤ�دى إ�لى ع��دم اك�ت���ش�اف
كبار الموظفين ،خا�صة فى ظل ما ي�سمى ك�ث�ري م�ن ح�الات ال�ف���س�اد الادارى ،وم�ن
بال�صناديق الخا�صة ،مما يجعله يحاول ثم عدم تقديم الم�سئولين عنها للمحا�سبة
ا��س�ت�غ�الل وظ�ي�ف�ت�ه ل��زي��ادة دخ�ل�ه ،ب� أ�ي�ة وال��ع��ق��اب ،وي������ؤدى ذل���ك إ�لى تم��ادى
و�سيلة ،ولو كانت غير م�شروعة. -1راجع د .عبدالله طلبه المرجع ال�سابق� ،ص 203وما
بعدها.
-2راجع د .عبدالله طلبه .بحثه �سالف الذكر� ،ص 203
وما بعدها.
35
الدكتور /حمدى أ�بوالنور ال�سيد